ما هي أسباب البراءة في قضايا المخدرات في السعودية؟ تعتبر قضايا المخدرات في المملكة العربية السعودية من القضايا الحساسة والشائعة في المملكة، لذلك وضعت المملكة السعودية تشريعات وعقوبات صارمة لمرتكبي كافة أنواع جرائم المخدرات، وتولي السلطات القضائية السعودية اهتماماً كبيراً بهذه الجرائم، وبرغم هذا الاهتمام والعقوبات الصارمة لمرتكبيها، ففي بعض الحالات يمكن أن يصدر فيها حكم البراءة، وسنتناول بعض الفقرات المتعلقة بهذا الموضوع مثل كيفية استخراج الثغرات في قضايا المخدرات، وماذا يفيد الاعتراف في قضايا المخدرات، وأسباب البراءة في قضايا المخدرات في السعودية.
المحتويات
ما هي قضايا المخدرات؟
في بداية المقال وقبل التعرف على أسباب البراءة وكل ما يتعلق بقضايا المخدرات والعقوبات المقررة لها، يجدر بنا معرفة ما هو المقصود بالمخدرات وما هي الأفعال التي تندرج تحت مسمى قضايا المخدرات.
- المخدرات:- المخدرات هي مواد طبيعية أو كيميائية والتي تؤثر على الجهاز العصبي، وتستطيع هذه المواد المخدرة التأثير على الحالة العقلية والادراكية للشخص، ويمكن استخدام هذه المواد لأغراض طبية ( وهنا تعتبر مخدرات قانونية) وفي أغلب الأحيان يتم استخدامها بطرق غير شرعية، وتسبب هذه المخدرات الإدمان والأضرار الصحية وبالتبعية تسبب أضرار للمجتمع السعودي.
- الأفعال التي تندرج تحت مسمى قضايا المخدرات:
- حيازة المواد المخدرة:- يعتبر وضع اليد أو امتلاك المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية سواء كانت هذه الحيازة للاستخدام الشخصي أو غرض آخر جريمة يعاقب عليها النظام السعودي، والعقوبة في هذه الجريمة تختلف باختلاف نوع المخدر والهدف من الحيازة إن كانت للاستخدام الشخصي أو الترويج لها أو الاتجار وما إلى ذلك.
- تعاطي المواد المخدرة:- يعتبر أيضًا تعاطي المواد المخدرة واستخدامها بشكل شخصي جريمة يعاقب عليها النظام السعودي، ومن هذه المواد الكوكايين أو الهيروين أو الحشيش وأي مواد تسيطر على العقل.
- الاتجار بالمخدرات:- يعد بيع المواد المخدرة أو توزيعها من أخطر جرائم المخدرات، وتعتبر المملكة العربية السعودية من أشد الدول التي تعاقب على هذه الجريمة، فيمكن أن تصل العقوبة فيها إلى القتل التعزيري.
- تهريب المخدرات:- تهريب المواد المخدرة كذلك من أخطر جرائم المخدرات، لذلك تتعامل المملكة السعودية معها بحذر شديد، وذلك نظرًا لتأثيرها الكبير على الأمن القومي للمملكة.
- تسهيل وتمويل عمليات المخدرات:- أي فعل يساهم في تسهيل أو تمويل العمليات المتعلقة بالمخدرات تعتبر جريمة، سواء كان من يقوم بهذا الفعل يعمل على توفير المواد اللازمة لتصنيعها أو تقديمه للأموال لتسهيلها.
- الترويج للمواد المخدرة:- ويشمل هذا الفعل أي فعل يقوم بنشر المواد المخدرة وترويج معلومات عنها وعن كيفية استخدامها والحصول عليها أو تشجيع الآخرين على التعاطي أو المشاركة في الأنشطة المتعلقة بها.
اقرأ أيضًا: أفضل محامي متخصص في قضايا المخدرات مع شركة إتقان المتميزة
درجات الإدانة في قضايا المخدرات
تختلف درجات الإدانة والعقوبات في المملكة العربية السعودية في القضايا التي تتعلق بالمخدرات بناءًا على عدة عوامل ومن هذه العوامل نوع المخدر وهدف المتهم منها إن كان الهدف تعاطي أو الاتجار أو تهريب، ومدى تكرار هذه الجريمة ويتم تصنيف العقوبة في هذا النوع من الجرائم حسب خطورة الجريمة إن كانت ترويج أو اتجار أو استخدام شخصي، وحجم تورط المتهم فيها، وإليك عزيزي القارئ درجات الإدانة في قضايا المخدرات في المملكة العربية السعودية:-
- تحويل المتهم إلى برامج إعادة التأهيل:- في بعض الحالات يتم الاكتفاء بتحويل المتهم إلى إحدى برامج إعادة التأهيل.
- السجن:- وتختلف مدة السجن المقررة حسب بعض العوامل ومنها مدى تكرار الجريمة والهدف من الحيازة إن كان لاستخدام شخصي أو الاتجار وهكذا، فيمكن أن تكون مدة السجن سنتين ويمكن أن تصل في بعض الحالات إلى خمسة عشر عامًا.
- الجلد:- وجلد المتهم أيضًا من العقوبات التي وضعها النظام لمرتكبي هذا النوع من الجرائم، فيمكن أن يكون الجلد خمسين جلدة ويمكن أن يكون أكثر من ذلك.
- الغرامة:- وقد يتم الحكم على المتهم بدفع غرامة مالية تزيد أو تنقص حسب فظاعة الجريمة ويمكن أن تقترن الغرامة مع السجن والجلد ويمكن أن تقترن أيضًا مع إعادة التأهيل، وتعد الغرامة نوعاً ما من أخف العقوبات التي تقررها المحكمة المختصة.
- القتل التعزيري:- يعتبر القتل التعزيري من أشد أنواع العقوبات التي وضعتها المملكة العربية السعودية لمرتكبي هذه الجرائم، وتبين هذه العقوبة مدى خطورة هذه الجرائم، ويتم الحكم بالقتل التعزيري في بعض أنواع جرائم المخدرات مثل تهريب مواد مخدرة أو تلقيها من مهرب، استيراد أو تصدير أو صنع أو إنتاج أو تحويل أو استخراج أو زراعة أو تلقيها بقصد الترويج لها، أو ترويجها للمرة الثانية.
اطلع على: قضايا المخدرات في السعودية: كم يأخذ المحامي في قضية مخدرات؟
مدة التحقيق في قضايا المخدرات في السعودية
قبل التعرف على أسباب البراءة في قضايا المخدرات في السعودية سنتعرف على ما يتعلق بمدة التحقيق في القضايا المتعلقة بالمخدرات، وتختلف المدة بناءًا على العديد من العوامل مثل مدى تعقيد القضية وعدد المتهمين واعترافهم، ففي بعض الأحيان لا تكون مدة التحقيق طويلة وفي أوقات أخرى تأخذ قضية المخدرات وقتًا طويلًا، وفي هذه الفقرة سنتعرف على العوامل التي تؤثر على مدة التحقيق التي تأخذها قضية المخدرات، وتتمثل هذه العوامل في:-
- نوع جريمة المخدرات:- تؤثر نوع جريمة المخدرات على مدة التحقيق مثلاً في جرائم التعاطي أو الحيازة بهدف الاستخدام الشخصي، فغالبًا في هذا النوع يكون التحقيق سريعاً خاصة في حالة اعتراف المتهم أو في حال تم ضبطه متلبساً، أما في حال إن كانت الجريمة اتجار أو تهريب فغالبًا ما تكون مدة التحقيق فيها طويلة.
- عدد المتهمين:- في حال كان عدد المتهمين محدوداً تكون غالبًا مدة التحقيق قصيرة، أما في حال كان متورطا في الجريمة شبكات كبيرة فإن مدة التحقيق ستكون طويلة، وذلك لجمع الأدلة واستجواب جميع الأطراف المتورطة في هذه الجريمة.
- اعتراف المتهمين:- إذا قام المتهم بالاعتراف بالجريمة بسرعة أو قام بتقديم معلومات مفيدة للقضية يساعد هذا السلطات للانتهاء من التحقيق فيها بسرعة، أما في حالة إنكارهم وعدم الاعتراف وخاصة إن كانت القضية معقدة، ففي هذه الحالة قد تطول فترة التحقيقات.
- الأدلة المتاحة:- إذا كانت الأدلة كثيرة وواضحة قد يساعد هذا بتقصير مدة التحقيق وإنهاء التحقيق سريعًا، على عكس إن كانت الأدلة غير كافية تكون مدة التحقيق أطول.
- التعاون بين الجهات المختصة:- فإذا كانت القضية داخل المملكة غالبًا ما يكون التحقيق فيها أسرع، أما في حالة التهريب الدولي مثلاً بمعنى أن تكون جريمة التهريب عبر الحدود تكون مدة التحقيق أطول لأنه غالبًا ما يحتاج تعاوناً مع جهات خارجية.
اقرأ ايضًا: دفوع البراءة في قضايا المخدرات بالسعودية
كيفية استخراج الثغرات في قضايا المخدرات
استخراج الثغرات في قضايا المخدرات يتطلب دراسة دقيقة وشاملة لكافة جوانب القضية، حيث يتم استخدام هذه الثغرات من قبل محامي الدفاع للطعن في الأدلة أو الإجراءات القانونية، ويمكن أن يتم استخدام هذه الثغرات وتكون سبب من أسباب البراءة في قضايا المخدرات في السعودية، وإليك عزيزي القارئ بعض الطرق التي يمكنك من خلالها استخراج الثغرات في قضايا المخدرات في المملكة العربية السعودية والمتمثلة في:-
- مراجعة الإجراءات القانونية والتأكد من صحتها:- من أهم الثغرات التي يستطيع محامي الدفاع استغلالها وهي التأكد من أن الإجراءات التي اتبعتها الجهات المختصة أثناء القيام بالتفتيش أو القبض على المتهمين سليمة.
- التحقيق مع الشهود:- ويمكن أيضًا استخراج الثغرات في هذه القضايا عن طريق استجواب الشهود والطعن في مصداقيتهم وهذا في حال قاموا الشهود بتقديم شهادات متناقضة أو لديهم مصالح شخصية من معاقبة المتهمين.
- الإكراه في الاعتراف:- في بعض الحالات يتم الضغط على المتهم ليقوم بالاعتراف عن الجريمة، في حال استطاع محامي الدفاع إثبات أن اعتراف المتهم كان تحت الإكراه أو ضغط نفسي، يستطيع بذلك تقوية موقفه في القضية.
أسباب البراءة في قضايا المخدرات في السعودية
تتعدد أسباب البراءة في قضايا المخدرات في السعودية، وفي هذه الفقرة سنتعرف على أهم دفوع البراءة في قضايا المخدرات والتي في حال تواجد أحدهما يتم تبرئة المتهم من التهم المنسوبة إليه، وتتمثل هذه الأسباب في :-
- عدم كفاية الأدلة:- في حال لم تتمكن السلطات المختصة من تقديم أدلة قوية تثبت إرتكاب المتهم لهذه الجريمة، قد يصدر حكماً بالبراءة.
- الخطأ في القيام بالإجراءات القانونية:- من الطبيعي وجود إجراءات قانونية يجب على السلطات المختصة إتباعها عند القبض على المتهم مثل التفتيش أو أخذ الاعتراف من المتهم، ففي حالة أخذ الاعتراف من المتهم بشكل غير قانوني يمكن أن تعتبر المحكمة الإجراءات غير مقبولة وقد تصدر حكماً بالبراءة.
- الاعتراف تحت الإكراه:- في حال تم إثبات أن المتهم قد أجبر على الاعتراف تحت الضغط أو التعذيب وما إلى ذلك، فهنا يكون الاعتراف غير مقبول قانونياً وخاصة إن كان الاعتراف هو الدليل الوحيد والأساسي.
- ويتم إعفاؤه من العقوبة كل من بادر من الجناة -ما لم يكن محرضا على الجريمة – بإبلاغ السلطات العامة عن الجريمة قبل علمها بها، في حال حصل الإبلاغ عن الجريمة بعد وصولها إلى علم السلطات تعين للإعفاء المبلغ أن يؤدي بلاغه إلى ضبط باقي الجناة ما دام ذلك ممكناً.
- في حال عدم إكتمال شروط وأركان جريمة المخدرات.
- وأيضًا لا يتم إقامة الدعوى في حالات ( التعاطي أو الاستعمال أو إدمان المخدرات أو المؤثرات العقلية) إذا تقدم مرتكب هذه الأفعال أو أحد أصوله أو فروعه أو زوجه أو أحد أقاربه طالبا علاجه، ويشترط لذلك تسليم ما بحوزة المتعاطي أو المدمن من مخدرات أو مؤثرات عقلية إن وجدت أو الإرشاد إلى مكانها.
اطلع على: عقوبة تعاطي المخدرات في السعودية للأجانب
الاعتراف في قضايا المخدرات
الاعتراف في كافة القضايا يمثل أهم الأدلة وخاصة قضايا المخدرات والاعتراف يؤثر بشكل كبير على مسار القضية، ويعتبر أيضًا الاعتراف سلاح ذو حدين فيمكن أن يتم الاعتراف بطرق غير قانونية فيكون سبب من أسباب البراءة في قضايا المخدرات في السعودية ويمكن أن يكون سبب للادانة، فيمكن أن يكون سبباً في إثبات التهمة ويمكن أن يكون سبباً في تخفيف العقوبة أو البراءة.
وها قد وصلنا عزيزي القارئ إلى نهاية مقالنا أسباب البراءة في قضايا المخدرات في السعودية ونرجو أن نكون قد وفقنا الله إلى الإجابة على كافة الأسئلة التي تدور في أذهانكم، ويجدر بنا التأكيد على خطورة هذا النوع من الجرائم ليس على الصعيد الشخصي فقد بل أيضًا تعتبر هذه القضايا من أكثر القضايا تأثيراً على المجتمع السعودي، وننصح بتجنب حيازة المواد المخدرة بأي شكل لأن القوانين في المملكة العربية السعودية صارمة جداً فيما يتعلق بجرائم المخدرات وأيضًا ننصح بتجنب الأشخاص والأماكن المشبوهة لتجنب الوقوع في هذه الجرائم وبالتالي عدم البحث عن أسباب البراءة في قضايا المخدرات في السعودية.
الأسئلة الشائعة
متى تسقط قضية المخدرات؟
تسقط قضية المخدرات في بعض الأحيان ومنها كما ذكرنا أعلى المقال عدم كفاية الأدلة، التفتيش غير القانوني، الاعتراف تحت الإكراه، وعند العفو الملكي وما إلى ذلك.
هل العفو يشمل مروج المخدرات؟
نعم، قد يشمل العفو مروج المخدرات في المملكة العربية السعودية ولكن بشرط أن يقضي المروج نصف المدة المقررة للعقوبة إن كانت أقل من عشر سنوات، وأن يقضي المتهم ثلاثة أرباع العقوبة إن كانت أكثر من عشر سنوات، هذا إن كان الترويج للمرة الأولى، أما إن كان الترويج للمرة الثانية فلا يشمله العفو وتكون العقوبة القتل التعزيري.
هل العفو يشمل قضايا المخدرات ١٤٤٦؟
نعم، يمكن أن يشمل العفو ١٤٤٦ القضايا التي تتعلق بالمخدرات ولكن ليس كل قضايا المخدرات فمثلاً الاتجار أو التهريب لا يشمله العفو.