العلاقة العمالية: ندوة تثقيفية في القنصلية اللبنانية

قدمت شركة إتقان المتميزة للمحاماة والاستشارات القانونية بالتعاون مع القنصلية اللبنانية في المملكة العربية السعودية بتاريخ ٢٨ يناير ٢٠٢٤ في جدة ندوة تثقيفية عن العلاقة العمالية والثقافة العمالية وفقاً بنظام العمل السعودي.

وتضمنت هذه الندوة كل ما يتعلق بلائحة نظام العمل السعودي الجديد وأهم الحقوق والواجبات المتعلقة بالعامل غير السعودي، ويعد الهدف الرئيسي من إقامة هذه الندوة تعزيز الوعي الثقافي للجالية اللبنانية حول الثقافة العمالية لأهم الحقوق والواجبات وفقاً لنظام العمل السعودي.

وقدم هذه الندوة كل من المحامي فارس صالح الزهراني، والمحامية رحاب عبد الله الأحمري، والمستشار القانوني أحمد حسني المهر، وفيما يلي سنتعرف على المحاور الأربعة التي تناولتها المحامية رحاب عبد الله الأحمري على وجه الخصوص متمثلة في مفهوم العلاقات العمالية بين صاحب العمل والعامل، وإدارة العلاقات العمالية، الهدف من نظام العمل السعودي، أهمية العلاقات العمالية لحفظ الحقوق وعدم ضياعها.

عن المحامية رحاب عبد الله الأحمري

كانت المحامية رحاب عبد الله الأحمري أحد المحاضرين في الندوة التثقيفية التي أقيمت في جدة بتاريخ ٢٨ يناير ٢٠٢٤،  و قبل الحديث عن المحاور التي تناولتها المحامية رحاب عبد الله الأحمري حول العلاقة العمالية، يمكننا معرفة من هي المحامية رحاب عبد الله الأحمري.

• المحامية رحاب عبد الله الأخرى هي الشريك المؤسس لشركة إتقان المتميزة للمحاماة والاستشارات القانونية
• وهي محامية سعودية وقد تخصصت في مجال الأنظمة والعديد من مجالات القانون المتعددة
• وتمتلك رحاب الأخرى خبرة تتعدى ال ٧ سنوات في مجال القانون العمالي، والقانون الدولي، كما اتسعت لديها  الخبرة العملية بكثرة التخصصات والقضايا التي عملت عليها
•  وأيضاً رحاب الأحمري محامية مرخصة لدى وزارة العدل، وخبيرة معتمدة من الهيئة السعودية للملكية الفكرية
• وكما أنها عضو في الهيئة السعودية للمحامين
• وعملت رحاب الأحمري  في العديد من المنظمات الدولية في المملكة العربية السعودية قبل تأسيسها لشركة إتقان المتميزة للمحاماة والاستشارات القانونية

العلاقات العمالية

ما هو مفهوم العلاقة العمالية بين صاحب العمل والعامل؟ هذا ما سنتعرف عليه خلال هذه الفقرة من المقال

العلاقة التي تنشأ بين العامل وصاحب العمل نتيجة لعقد مبرم بينهما وهذا العقد يتضمن حقوق وواجبات كلا من العامل وصاحب العمل وينظم هذه العلاقة نظام العمل السعودي، وتشمل العلاقات العمالية كل ما يتعلق بنظام العمل في السعودية الذي يشمل القواعد الأساسية لإدارة العلاقة العمالية مثل تحديد الأجور وحالات الفصل التعسفي للعامل، والحالات التي يجب على صاحب العمل دفع تعويض مالي للعامل وما إلى ذلك.

اقرأ أيضًا: ندوة ثقافية حول الثقافة العمالية لأهم الحقوق والواجبات

تنظيم العلاقة العمالية

اهتمت المملكة العربية السعودية كثيراً بالاستثمار في المملكة وتسعى  جاهدة في التطوير الاستثماري واجتذاب الكوادر من المستثمرين والعمال للمملكة السعودية، لذلك  لم تكتفى المملكة بنظام العمل السعودي فقد لتنظيم العلاقة بين العامل وصاحب العمل فقد  أطلقت أيضا المملكة مبادرة لتحسين العلاقة بين العامل و صاحب العمل، وتتضمن هذه المبادرة الكثير من التسهيلات للعمال وأصحاب الأعمال الوافدين إلى المملكة العربية السعودية.

نبذة عن المبادرة

هي إحدى المبادرات التي أطلقها برنامج التحول الوطني، وتهدف هذه المبادرة إلى يناء سوق عمل يتماشى مع رؤية المملكة لعام ٢٠٣٠ واجتذاب وتنمية الكفاءات العملية والتطوير من بيئة العمل السعودية.

اقرأ أيضُا: نظام العمل السعودي: ندوة حول الثقافة العمالية وحقوق العامل

نبذة عن الخدمات التي تقدمها المبادرة

• خدمة التنقل الوظيفي: ويتم في هذه الخدمة السماح للعاملين الوافدين بالتنقل الوظيفي بين منشآت القطاع الخاص، مع الالتزام ببعض الضوابط التي تم تحديدها مراعاة لحقوق طرفي العقد( العامل وصاحب العمل). ويتم استفادة صاحب العمل من هذه الخدمة بتقديم طلب الخدمة عبر منصة قوي التابعة للوزارة.
• خدمة الخروج والعودة: ويتم في هذه الخدمة السماح للعامل الوافد إلى المملكة السعودية أن يرفع طلب للخروج والعودة خلال سريان عقد العمل، ويتم الاستفادة من هذه الخدمة عن طريق تقديم طلب عبر منصة أبشر الإلكترونية.
• خدمة الخروج النهائي: يتم فيها السماح للعامل الوافد أن يقوم برفع طلب للخروج النهائي خلال مدة عقد العمل أو بعد انتهائه عبر منصة أبشر الالكترونية.

شروط الاستفادة من خدمة الخروج والعودة

• يجب أن يكون للعامل إقامة سارية المفعول
• أن يكون للعامل عقد عمل موثق
• أن يكون العامل خالي من أي رسوم حكومية غير مسددة، وأن يكون خالي من أي مخالفات
• عليه دفع رسوم الخدمة المقررة
• على العامل أن يقر بالإجراءات المترتبة على عدم العودة خلال الإجازة المقررة له من صاحب العمل ويكون هذا الإقرار عبر منصة أبشر الإلكترونية.

وليتم تحقيق هدف المملكة السعودية في تطوير بيئة العمل السعودي وتحسين العلاقة بين العامل وصاحب العمل، فقد وضعت أيضاً وزارة العدل والتنمية الاجتماعية دليل استرشادي للعامل وصاحب العمل، ويتضمن هذا الدليل الاسترشادي القواعد الأخلاقية الواجب توافرها بين العامل وصاحب العمل في علاقة العمل.

وتهدف وزارة العدل من وضع هذا الدليل الاسترشادي أن يكون هذا الدليل بداية لتكوين مرحلة تتبلور فيها أسس ومنافع إيجابية لمصلحة أطراف العلاقة العمالية في سوق العمل السعودي والارتقاء بنظام العمل السعودي إلى مستويات منافسة دولياً، وتتمثل بعض القواعد الأخلاقية التي يتضمنها الدليل الاسترشادي في:

• المشاركة والعمل الجماعي
• الشفافية
• الاستماع
• المساواة بين العمال
• توفير بيئة عمل آمنه ومستقرة للعامل
• حرية الرأي والتعبير

اقرأ أيضًا: دور وزارة التنمية الموارد البشرية: ندوة حول الثقافة العمالية

الهدف من نظام العمل السعودي

يتضمن نظام العمل السعودي كافة التشريعات المتعلقة بالعلاقة العمالية بين العامل وصاحب العمل وتنظيم هذه العلاقة دون التعدي على حقوق وواجبات أي طرف من أطراف العلاقة في العمل، ويتضمن نظام العمل السعودي الأحكام المتعلقة بتوظيف العمال وتدريب وتأهيل العامل للوظيفة، وتوظيف غير السعوديين وحقوقهم وواجباتهم، والتعويضات التي يحق للعامل وصاحب العمل المطالبة بها، والوقاية من مخاطر العمل، ويهدف هذا النظام إلى:

• تنظيم العلاقة بين أطراف العلاقة العمالية
• تنظيم عمليات التوظيف للسعودي وغير السعودي
• اجتذاب الكوادر العلمية والعملية للملكة السعودية للارتقاء بنظام العمل السعودي
• وضع أحكام تتعلق بالوافدين غير السعوديين لتحقيق رؤية المملكة لعام ٢٠٣٠
• تسهيل الاستثمار داخل المملكة السعودية
• تحسين العلاقة التعاقدية بين العامل وصاحب العمل
• معرفة كل من العامل وصاحب العمل بحقوقه وواجباته، ومتى يحق للعامل المطالبة بتعويض
• رفع الإنتاجية للعاملين في سوق العمل
• رفع التنافسية بين العامل السعودي والعامل الوافد، وبالتالي تحقيق أكبر إفادة ممكنة لزيادة الإنتاجية في المملكة
• تحسين تصنيف المملكة السعودية في مؤشرات التنافسية الدولية

الثقافة العمالية حقوق العامل

في إطار تعزيز الثقافة العمالية وتوضيح حقوق العامل في المملكة العربية السعودية، يعد نظام العمل السعودي أداة مهمة لضمان تحقيق التوازن بين مصالح العامل وصاحب العمل، فقد حدد النظام واجبات الطرفين ومسؤولياتهم بوضوح، مما يساهم في توفير بيئة عمل مستقرة وآمنة تحترم حقوق العامل وتلتزم بتوفير ظروف عمل ملائمة.

كذلك يتمتع العامل في السعودية بمجموعة من الحقوق الأساسية، منها الحق في الحصول على أجر عادل يتناسب مع خبرته وطبيعة عمله، بالإضافة إلى فترات راحة يومية وإجازة أسبوعية، كما يحق له الحصول على إجازات سنوية وأخرى للمناسبات الرسمية والشخصية، والتي يكفلها النظام لضمان رفاهيته وتوازنه بين العمل والحياة.

بالإضافة إلى ذلك يتيح النظام الحق للعامل في الحصول على البدلات مثل بدل السكن والمواصلات، ويُلزم صاحب العمل بتحمل بعض المصاريف المرتبطة بتوظيف العامل الأجنبي، مثل رسوم الاستقدام وتجديد الإقامة.

كما ينص النظام على حماية حقوق العامل عند إنهاء عقد العمل، حيث يحق له الحصول على مكافأة نهاية الخدمة واستلام شهادة خبرة تبين تاريخ العمل والراتب، وفيما يتعلق بتأمين بيئة العمل يشمل النظام حق العامل في بيئة آمنة مع ضمان تعويضه في حالات الإصابات المهنية، ويسمح لصاحب العمل باتخاذ إجراءات تأديبية عند الإخلال بالواجبات، بما يتناسب مع المخالفة مثل الإنذار أو الفصل من العمل مع الالتزام بالأنظمة واللوائح.

إدارة العلاقات العمالية في مكتب العمل

إدارة العلاقات العمالية في مكتب العمل السعودي تُعد جزء رئيسي من جهود تحقيق التوازن والعدالة بين العامل وصاحب العمل، حيث تهدف إلى تنظيم وحل النزاعات العمالية بشكل سريع وفعال، مما يعزز بيئة عمل مستقرة، كما تسعى هذه الإدارة لضمان الالتزام بأنظمة العمل وتحسين التفاهم بين الطرفين من خلال توفير قنوات متعددة لتقديم الشكاوى وحل النزاعات.

تبدأ إدارة العلاقات العمالية بدورها منذ تقديم العامل أو صاحب العمل لشكاوى أو استفسارات حول الالتزامات والحقوق، ويمر هذا الدور بعدة مراحل تشمل الاستماع والتحقيق، والتوفيق بين الطرفين، كما تتعاون الإدارة مع جهات مختصة لضمان تنفيذ الأحكام الصادرة في حالات النزاعات العمالية، والتأكد من حفظ حقوق جميع الأطراف، وتساهم هذه الجهود في دعم استقرار سوق العمل السعودي وتعزيز العدالة وتوفير بيئة تُشجع على الإنتاجية والاستدامة.

الثقافة العمالية إنهاء العقد

إن إنهاء العقد في الثقافة العمالية يعد إجراءً ذا أهمية كبيرة في تنظيم العلاقة بين العامل وصاحب العمل، كما يُعتبر إنهاء العقد بمثابة نقطة تحول قد تؤثر على حقوق الطرفين، ولذلك تتطلب معالجة دقيقة وفقًا لأنظمة العمل المعمول بها.

كذلك تختلف أسباب إنهاء العقد فقد تكون لأسباب تتعلق بإنجاز العمل أو لأسباب شخصية أو سلوكية، وبموجب نظام العمل السعودي ينبغي أن يتم إنهاء العقد بطريقة تتوافق مع الشروط المتفق عليها مسبقًا في عقد العمل، وأيضًا وفقًا للأنظمة القانونية السارية، ومن الضروري أن يتم إخطار العامل بهذا القرار بشكل رسمي مع توضيح الأسباب، مما يضمن الحفاظ على حقوقه ويتيح له فرصة الدفاع عن موقفه إذا كان ذلك مناسبًا.

جدير بالذكر أن الثقافة العمالية تسعى إلى تعزيز الفهم الجيد لعملية إنهاء العقد حيث تشمل التوعية بالحقوق والواجبات، مما يساهم في تقليل النزاعات وضمان انتقال سلس للعامل من وظيفة إلى أخرى، ومن خلال هذه الثقافة يتم تعزيز بيئة عمل قائمة على الشفافية والاحترام المتبادل بين العامل وصاحب العمل.

بوابة الثقافة العمالية تواصل معنا

تُعد بوابة الثقافة العمالية إحدى المبادرات الرائدة التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية، حيث تهدف إلى تعزيز الوعي حول حقوق وواجبات جميع الأطراف في بيئة العمل، كما توفر البوابة منصة تفاعلية تتيح للموظفين وأرباب العمل التواصل المباشر مع الوزارة، مما يساهم في تحسين الفهم وتسهيل الحصول على المعلومات المتعلقة بالعمل، للتواصل معنا يُمكنكم استخدام المعلومات التالية:

• الهاتف: 19911.

• البريد الإلكتروني: InternationalMedia@hrsd.gov.sa

أهمية العلاقة العمالية لحفظ الحقوق وعدم ضياعها

ومن ضمن المحاول التي تحدثت عنها المحامية رحاب عبد الله الأحمري أهمية العلاقات العمالية بين العامل وصاحب العمل لمعرفة كل ذي حق حقه، وبذلك يمكن الحد من المشكلات التي قد تحدث نتيجة عدم معرفة أطراف العلاقة في العمل بحقوقهم.

أهمية وجود العلاقة العمالية

تتمثل أهمية العلاقات العمالية في:

• حفظ حقوق العامل وصاحب العمل
• الحد من المشكلات التي قد تطرأ بين العامل وصاحب العمل بسبب عدم معرفتهم لحقوقهم وواجباتهم
• إلتزام العامل وصاحب العمل بواجباتهم، وعدم تعدي كلا منهم على حقوق الآخر

وفي نهاية الندوة التثقيفية حول الثقافة العمالية وفقاً لنظام العمل السعودي، استقبل كل من المحامي فارس صالح الزهراني، والمحامية رحاب عبد الله الأحمري، والمستشار القانوني أحمد حسني المهر كافة التساؤلات من الجالية اللبنانية وتم الإجابة على كافة الأسئلة التي تم طرحها خلال الندوة، بالإضافة إلى تقديم المحاضرين في الندوة نصائح للجالية اللبنانية لمواجهة التحديات وكيفية التعامل معها.