
حكم التزوير في أوراق رسمية في السعودية يُعد من أهم الموضوعات القانونية التي تحظى باهتمام كبير داخل المجتمع لما يمثله التزوير من تهديد مباشر للنظام العام ولثقة الأفراد في المؤسسات الحكومية. فالمحررات الرسمية تُعد العمود الفقري للإجراءات والمعاملات اليومية، بدءًا من إثبات الهوية ووصولًا إلى توثيق الحقوق وإبرام العقود، ولذلك فإن أي عبث بها يعد إخلالًا خطيرًا ينعكس سلبًا على الفرد والدولة على حد سواء.
وقد أولت المملكة هذه الجريمة عناية خاصة من خلال وضع أنظمة قوية وعقوبات مشددة تهدف إلى حماية المستندات الرسمية من التلاعب والتزييف، خصوصًا في ظل التطور التقني الذي سهّل في بعض الأحيان محاولات الاحتيال أو تحريف البيانات. كما حرصت الجهات التشريعية والقضائية على توضيح صور التزوير وأحكامه وكيفية إثباته أمام المحاكم، لضمان عدم استغلال الثغرات أو الإضرار بالجهات الرسمية أو المواطنين.
المحتويات
ما حكم التزوير في أوراق رسمية؟
يُعد حكم التزوير في أوراق رسمية في السعودية من الموضوعات القانونية بالغة الحساسية، نظرًا لما تمثله الوثائق الرسمية من أهمية قصوى في إثبات الحقوق وتنظيم العلاقات داخل المجتمع. فالمملكة تعتمد على هذه المحررات كأدوات موثوقة للاستدلال القانوني والإداري، مما يجعل أي عبث بها اعتداءً مباشرًا على الثقة العامة وسلامة النظام.
ومع التطور الكبير في المعاملات الحكومية والتحول الرقمي الذي تشهده الدولة، ازدادت الحاجة إلى حماية المستندات الرسمية من محاولات التزييف أو التحريف، الأمر الذي دفع المشرّع السعودي إلى اعتماد أنظمة صارمة تُحاكِم كل من يعبث بهذه الوثائق حمايةً للحق العام والخاص على حد سواء.
ويُعامل النظام السعودي جريمة التزوير في الأوراق الرسمية باعتبارها واحدة من أخطر الجرائم الجنائية، وذلك بسبب تأثيرها المباشر على نزاهة المعاملات الحكومية وثقة المجتمع في الجهات الرسمية. وقد نصت الأنظمة، ومنها نظام مكافحة التزوير والأنظمة الجزائية المكمّلة، على عقوبات مُغلّظة تشمل السجن لمدة قد تصل إلى 10 سنوات وفرض غرامات كبيرة قد تبلغ مليون ريال.

وذلك تبعًا لخطورة الفعل والآثار المترتبة عليه. كما شدّد النظام العقوبة إذا كان الجاني موظفًا عامًا استغل سلطته أو وظيفته في ارتكاب التزوير، حيث قد تُضاف إلى العقوبة الأساسية عقوبة العزل من الوظيفة وعدم أهليته لتولي مناصب عامة مستقبلًا. وتشمل صور التزوير المجرّمة: تغيير البيانات في الهوية الوطنية أو الجواز، اصطناع محرر حكومي مزيف، تزوير الأختام الرسمية، تحريف تواريخ أو توقيعات، أو تقديم مستند مصطنع على أنه صادر من جهة حكومية.
وإضافة إلى العقوبات الأساسية، قد تحكم المحكمة بإلغاء الوثيقة المزورة، ومصادرة الأدوات المستخدمة، وتحميل الجاني جميع الآثار المترتبة على فعله. وتبرز هذه الصرامة في إطار حماية النظام العام، وتعزيز الثقة في الوثائق الرسمية وضمان أن تكون جميع المعاملات في الدولة قائمة على الحقيقة والشرعية.
اقرأ أيضا: متى تسقط جريمة التزوير وما هي العقوبة المقررة في النظام السعودي ؟
ما عقوبة التزوير في التوقيع؟
تُعد عقوبة التزوير في التوقيع من العقوبات المشددة في النظام السعودي نظرًا لخطورة هذا الفعل الذي يمسّ نزاهة المحررات ويُعد وسيلة مباشرة لسرقة الحقوق أو الاحتيال على الجهات الرسمية أو الأفراد. ويصنّف النظام تزوير التوقيع ضمن صور التزوير المادي الذي يغيّر الحقيقة في المحرر بقصد الاستعمال والإضرار بالغير.
وقد نصت الأنظمة الجزائية، وعلى رأسها نظام مكافحة التزوير، على عقوبات قد تصل إلى السجن لمدة تتراوح بين سنة إلى سبع سنوات بحسب نوع المحرر الذي وقع عليه التزوير وما إذا كان التوقيع على محرر رسمي أو محرر عرفي، إضافة إلى غرامة مالية قد تصل إلى سبعمائة ألف ريال.
وهذا إن وقع التزوير من موظف عام ويمكن أن تصل العقوبة إلى العزل من الوظيفة وحرمانه من العمل الحكومي. ولا تقتصر الآثار على العقوبة الجنائية، بل يمتد أثرها المدني إلى بطلان التصرفات التي تم اعتمادها على التوقيع المزور، مع حق المتضرر في المطالبة بالتعويض. ويأتي هذا التشدد لضمان حماية التوقيعات باعتبارها أداة إثبات رئيسية في العقود والمعاملات، ولمنع استغلالها في الاحتيال أو الإضرار بالغير.
اطلع على: عقوبة التزوير في النظام السعودي
نظام التزوير الجديد
يأتي نظام التزوير الجديد في السعودية كإطار تشريعي محدث وشامل يهدف إلى مكافحة جميع صور التزوير التي تمسّ الثقة العامة وتؤثر على سلامة المحررات والمعاملات الرسمية والرقمية. وقد ركّز النظام على توسيع نطاق التجريم ليشمل التزوير التقليدي في المحررات الورقية، إضافة إلى التزوير الإلكتروني في الأنظمة الرقمية، والتواقيع الإلكترونية، والأختام الرقمية، بما يتوافق مع التحول التقني الذي تشهده المملكة.
ويحدد النظام عقوبات مشددة قد تصل إلى السجن عشر سنوات وغرامات مالية كبيرة، مع رفع سقف العقوبة عند وقوع التزوير من موظف عام أو في وثائق حكومية حساسة.
كما أتاح النظام اعتماد الأدلة الفنية، مثل تقارير الأدلة الرقمية وفحص الخطوط والبيانات، كوسائل رئيسية لإثبات التزوير، وتم إصدار النظام الجزائي لجرائم التزوير في 1435/2/18ه الموافق 2013/12/21م وتم نشره في 1435/4/7ه الموافق 2014/2/7م بمرسوم ملكي رقم ( م 11) بتاريخ 1435/2/18. ويمتاز النظام الجديد بتركيزه على حماية المستندات الرسمية والعقود والمعاملات المالية، وتأكيده على بطلان أي محرر مزور وآثاره، إضافة إلى تمكين الجهات المختصة من ضبط أدوات التزوير وتتبع الجناة.
ويعكس هذا النظام توجه الدولة نحو تعزيز النزاهة ومكافحة الاحتيال، وتحصين مؤسساتها وقطاعها العدلي من محاولات العبث بالمحررات أو إساءة استخدامها.
جريمة التزوير في المحررات الرسمية
تُعد جريمة التزوير في المحررات الرسمية في السعودية من أخطر الجرائم التي يتعامل معها النظام الجنائي بصرامة شديدة، نظرًا لما تمثله المحررات الرسمية من قوة إثبات لا يُمكن الاستغناء عنها في المعاملات الحكومية والقضائية والمالية. ويقصد بالمحررات الرسمية كل وثيقة تصدر عن جهة حكومية أو موظف عام مختص نظامًا بإصدارها، مثل الهوية الوطنية، الجوازات، الصكوك، التقارير الرسمية، الخطابات الحكومية، الأختام، والتراخيص.
ويأخذ التزوير صورًا متعددة، من بينها تغيير البيانات أو الأختام، اصطناع محرر حكومي من الأصل، تزوير توقيع موظف عام، أو استعمال مستند مزور مع العلم بذلك. وقد نصت الأنظمة السعودية على عقوبات صارمة قد تصل إلى السجن عشر سنوات وفرض غرامات مالية كبيرة، مع تشديد العقوبة إذا ارتكب الجاني فعل التزوير بصفته موظفًا عامًا أو كان التزوير متعلقًا بوثائق ذات حساسية عالية مثل الهويات وجوازات السفر.
كما يترتب على جريمة التزوير بطلان جميع الآثار المترتبة على الوثيقة المزورة، وتمكين المتضرر من رفع دعوى تعويض، إضافة إلى مصادرة الأدوات المستخدمة في تنفيذ الجريمة. وتأتي هذه الصرامة بهدف حماية الثقة في الوثائق الرسمية وضمان سلامة التعاملات داخل المجتمع ومنع أي عبث قد يخل بالنظام العام أو يستهدف الإضرار بالغير أو بالدولة.
تعرف على: نظام التزوير الجديد في السعودية وأهم 5 نصائح لحماية نفسك من جرائم التزوير
كيفية رفع قضية تزوير
يتم رفع قضية تزوير في السعودية عبر مسار قانوني منظم يبدأ بتقديم بلاغ رسمي للجهة المختصة، مع إرفاق جميع المستندات محل الشبهة وأدلة التزوير المتوفرة. وتباشر النيابة التحقيقات الأولية من خلال سماع أقوال الأطراف، وتحليل المستندات عبر خبراء الأدلة الجنائية، سواء في فحص الخطوط أو الأختام أو البيانات الرقمية، ثم تُحيل القضية للمحكمة المختصة للنظر فيها.
وتُعد هذه الخطوة جوهرية لأن نتائج التحقيق هي التي تحدد الوصف النظامي للجريمة، خصوصًا إذا كان التزوير واقعًا على محرر رسمي؛ وهو ما يضع القضية ضمن الإطار المرتبط بـ حكم التزوير في أوراق رسمية الذي يشدد العقوبات ويُغلّظ الإجراءات. وخلال المحاكمة، يستند القاضي إلى تقارير الخبراء والقرائن الفنية لتحديد المسؤولية الجنائية، وقد يُعاقب الجاني بالسجن والغرامة بحسب جسامة الفعل.
كما يحق للمتضرر تقديم مطالبة بالتعويض أمام المحكمة نفسها أو بدعوى مستقلة، خاصة إذا ترتب على التزوير ضياع حق أو حصول ضرر مادي أو معنوي. ويُظهر هذا المسار مدى حرص النظام السعودي على تمكين الأفراد من حماية حقوقهم ومحاسبة كل من يقوم بتزوير المستندات، تعزيزًا للنزاهة والموثوقية في التعاملات الرسمية.
الخاتمة
في الختام، يُعدّ حكم التزوير في أوراق رسمية في السعودية مؤشرًا واضحًا على حرص النظام على حماية الثقة العامة، وصون حقوق الأفراد والمؤسسات، وضمان سلامة المعاملات القانونية والإدارية داخل المجتمع. فالتزوير ليس مجرد مخالفة قانونية عابرة، بل هو اعتداء خطير على النظام العام، ويؤثر بشكل مباشر على نزاهة الإجراءات الرسمية، وقد يؤدي إلى خسائر مادية ومعنوية جسيمة للأفراد والدولة على حد سواء.
ومن هنا تأتي أهمية الالتزام بالقوانين والأنظمة، وفهم طبيعة حكم التزوير في أوراق رسمية وآثاره القانونية، إذ لا يقتصر دور هذه العقوبات على ردع الجناة فحسب، بل يمتد إلى تعزيز الثقة في المؤسسات الرسمية، والحفاظ على مصداقية الوثائق، وضمان التعامل بنزاهة ومصداقية في جميع المعاملات. لذا، يصبح وعي الأفراد بأهمية سلامة المستندات الرسمية واحترام القوانين أداة رئيسية للوقاية من الجرائم وضمان استقرار المجتمع ومؤسساته.
يمكن لفريق إتقان المتميزة للمحاماة تقديم الدعم اللازم.
ويمكن التواصل مع فريقها من خلال أرقام الجوال 9660561137766+ ، 9660541110440+ ، 966504315333+
أو من خلال زيارة فروعنا:
- جدة: حي العزيزية – ش محمد بن عبدالعزيز (التحلية)
- الرياض: الملك عبدالعزيز – أمام Kingdom
- الدمام: شارع الأشرعة , البديع , الدمام 32415.
الأسئلة الشائعة
ما هي عقوبة التزوير في أوراق خاصة؟
تتراوح عقوبة التزوير في أوراق خاصة بالسعودية بين السجن لمدد تصل إلى 5 سنوات وغرامة لا تتجاوز 400 ألف ريال، وفقًا للمادة 13 من النظام الجزائي لجرائم التزوير، وتشمل هذه العقوبة التزوير في الأوراق التجارية والمالية ووثائق التأمين. قد تختلف العقوبات بناءً على نوع الورقة المزورة وخطورة الجريمة.
ما حكم تزوير الوثائق؟
من زوّر وثيقة تاريخية، يعاقب بالسجن مدة لا تتجاوز ثمانية أشهر وبغرامة لا تزيد على ثمانين ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وهذا ما جاء في نص المادة الثامنة عشرة من النظام الجزائي لجرائم التزوير.
ما هي العقوبات المنصوص عليها في نظام مكافحة التزوير؟
تختلف عقوبات التزوير في السعودية بناءً على نوع التزوير، وتشمل الحبس والغرامات المالية، وقد تصل إلى السجن لسنوات طويلة في القضايا الخطيرة مثل تزوير أختام الدولة أو المحررات الرسمية. تتراوح العقوبة من سنة إلى 10 سنوات سجن وغرامات مالية كبيرة، حسب خطورة الجريمة ومدى الضرر الناتج عنها.
ما الفرق بين التزوير في المحررات الرسمية والمحررات العرفية؟
الفرق بين التزوير في المحررات الرسمية والمحررات العرفية يكمن في درجة الرسمية والأثر القانوني:
المحررات الرسمية: تصدر عن جهات حكومية أو موظفين مختصين، مثل الهوية الوطنية أو الجوازات، وعقوبتها أشد بسبب أثرها الكبير على النظام العام.
المحررات العرفية: صادرة بين الأفراد أو المؤسسات الخاصة، مثل العقود أو الإيصالات العادية، وعقوبتها أخف لأنها تؤثر بشكل محدود مقارنة بالمحررات الرسمية.
ما هي الجهة المختصة بالنظر في قضايا التزوير؟
الجهة المختصة بالنظر في قضايا التزوير في السعودية هي المحاكم الجزائية المختصة، والتي تنظر في الدعوى بعد أن تقوم هيئة التحقيق والادعاء العام (المؤسسة العامة للاستئناف) بإقامة الدعوى الجزائية ومباشرتها أمام المحاكم. وتُطبق على هذه القضايا أحكام النظام الجزائي المتعلقة بـ حكم التزوير في أوراق رسمية بما يشمل السجن والغرامة وإبطال المستند المزور.
