متابعة لحديثنا حول الملكية الفكرية وبعد أن تناولنا تاريخًا مختصرًا عن بداياتها في المملكة وأنظمة الحماية، نتعرف اليوم على مجالات الملكية الفكرية لنكون فكرة مستقلة عن كل مجال وما هيّته.

مجالات الملكية الفكرية:

مجالات حقوق الملكية الفكرية
الملكية الصناعيةالملكية الأدبية والفنية
الاختراعاتحقوق المؤلف
التصميمات التخطيطية للدارات المتكاملةالحقوق المجاورة لحقوق المؤلف
الأصناف النباتية الجديدة 
التصميمات والنماذج الصناعية 
بيانات المنشأ (المؤشرات الجغرافية) 
العلامات التجارية 
المعلومات التجارية السرية 

أولًا- حقوق الملكية الصناعية:

هي كل ما يرد على الابتكارات الجديدة، والإشارات والعلامات التي تمكن أصحابها من احتكار استغلالها في مواجهة الكافة وتشمل:

[١] براءات الاختراع:

وهي حق استئثاري يمنح نظير اختراع وبشكل عام، تكفل البراءة لمالكها حق البت في طريقة أو إمكانية استخدام الغير للاختراع، ومقابل ذلك الحق يتيح مالك البراءة للجمهور المعلومات التقنية الخاصة بالاختراع في وثيقة البراءة المنشورة.

وعلينا أن نفرق بين الاختراع وبين براءة الاختراع، فالاختراع هو:

الفكرة التي يتوصل إليها المخترع وينتج عنها حلًا لمشكلة معينة في مجال ما، وخصصه النظام بالمجال التقني.

ماهي براءة الإختراع؟

أما البراءة فهي: وثيقة الحماية التي تصدرها الهيئة وتخول لمالكها حقًا استئثاريًا في منع الآخرين من استغلال اختراعه بدون موافقته،

كمثال على الاختراع الشاشات المسطحة التي تم اختراعها من قبل فريق من باحثي شركة ميرك وهم كازواكي تارومي وميلاني كلاسين ميرمر وماتياس بريمر وذلك في عام 2003 وفازوا بجائزة المستقبل العلمية الألمانية على اختراعهم شاشة مسطحة تعمل بتقنية السائل الكريستالي هي أساس شاشات التلفاز والكمبيوتر الحديثة اليوم بإضاءة أعلى بأضعاف من الشاشات السابقة.

تعد حماية براءة الاختراع من عوامل تطور البلدان والمجتمعات الناهضة اقتصاديًا، إذ تقتصر بعض البلدان المتقدمة اقتصاديًا كألمانيا واليابان وفرنسا على قانون حماية براءات الاختراع،

وتشير البراءة إلى براءات الاختراع فقط، كما في اتفاقية باريس يتم التعامل مع البراءات كمعاملة نماذج المنفعة والتصاميم الصناعية.

إن الهدف من البراءة هو حماية الحل التقني الذي أنتجه الاختراع، فعندما تكون هناك مشكلة تقنية ما يواجهها المستخدمون أو الأشخاص بشكل عام وتؤثر على نشاطهم الاجتماعي والاقتصادي على وجه التحديد فإنها تكون تحديًا لا بد من حله،

وهنا يأتي دور المخترع الذي يفكر في كيفية عمل قوانين الطبيعة وقواها ومن خلالها يتم ابتكار اختراع ما، فما يجب تمييزه هو أن الاختراع يكيّف ويسخر قوانين الطبيعة لإنتاج حل ما، ولا يكون أثر أو نتاج هذا الحل يعمل نفس عمل القانون الطبيعي،

وأبسط مثال على ذلك هو إن الجسم يطفو على سطح الماء ويكون الطفو مساويًا لوزن الماء الذي يزيحه الجسم، هذا لا يعد اختراعًا لأنه قانون فيزيائي طبيعي، ولكن العقول البشرية المخترعة استفادت من معطيات هذا القانون الطبيعي واخترعت السفينة، ووجود هذا الحل التقني الذي يوافق عمله مسار القوانين الطبيعية كوسيلة للتنقل في البحر يعد اختراعًا موجبًا للحماية في حينها.(١)

[٢] التصاميم الصناعية:

التصميم الصناعي عبارة عن تجميع للخطوط أو الألوان ثنائي الأبعاد أو شكل ثلاثي الأبعاد يضفي على أي منتج صناعي أو منتج من الحرف التقليدية مظهرًا خاصًا.

وعرفته المنظمة العالمية للملكية الفكرية على أنه المظهر الزخرفية أو الجمالي لقطعة ما، ومن الممكن أن يتألف التصميم من عناصر مجسمة ثلاثية الأبعاد مثل شكل القطعة أو سطحها أو من عناصر ثنائية الأبعاد مثل الرسوم أو الخطوط أو الألوان.

ومن هنا يمكننا الاستنتاج بأن التصاميم الصناعية يمكن تطبيقها على فئة واسعة من منتجات الصناعة والحرف اليدوية وحتى على قطع الأثاث واللوازم المنزلية، والأجهزة الإلكترونية والمنسوجات.

كمثال: التصميم الصناعي الفريد لقطعة ما كشكل الهاتف أو السيارات وتصاميمها وكذلك أجهزة محددة لاستخدام يتميز عن سابقه كجهاز الآيبود مثلا.

[٣] الدارات المتكاملة/التصميمات التخطيطية (الطوبوغرافيا):

هي دائرة إلكترونية مبتكرة ومصغرة ومصممة بغرض تأدية وظيفة إلكترونية دقيقة، تستعمل بشكل عام في الأجهزة الإلكترونية؛ وتشكل فيها العناصر – أحدها نشطًا على الأقل – والوصلات أو بعضها شكلًا متكاملًا في قطعة مترابطة من المادة، تصمم تلك العناصر معًا وفق ترتيب ثلاثي الأبعاد لأغراض التصنيع.

وهي منتج يكون الغرض منه أداء وظيفة إلكترونية تشكل فيه العناصر – يكون أحدها على الأقل نشطًا – وجميع الوصلات أو بعضها شكلًا متكاملًا في قطعة من المادة أو عليها، سواء في شكله النهائي أو الوسيط، وتكون قابلة للدمج مع أجهزة أخرى ويمكن برمجتها وفقًا لذاكرة محددة للقيام بوظيفة محددة.

كمثال عليها المستشعرات الرقمية الحديثة مثل مستشعرات الحرارة ومقاييس التسارع وغيرها هي عبارة عن حزم من دارات متكاملة تقوم بأداء غرض وظيفي إلكتروني محدد.

[٥] الأصناف النباتية:

وهي المجموعة النباتية التي تنتمي إلى مصنف نباتي واحد؛ وتصنف أنها من أدنى الدرجات المعروفة والتي تحدد من خلال التعبير عن السمات والخصائص التي تنتج عن تركيب وراثي واحد؛ أو مجموعة معينة من التراكيب الوراثية كما يمكن تمييزها عن أي مجموعة نباتية من خلال التعبير عن الخصائص المذكورة،

واعتبارها وحدة خاصة بالنظر إلى قدرتها على التكاثر مع الحفاظ على خصائصها دون تغيير.

البراءة النباتية: حق استئثاري يمنح للصنف النباتي وتصدرها الهيئة ليتمتع مالكها بالحماية المقررة بموجب النظام ولائحته التنفيذية.

وهذه البراءة تعد حافزًا لتطوير الزراعة والبستنة وتحمي حقوق مستولدي النباتات، كمثال أن يقوم الزراع ومستولدي النباتات بإيجاد صنف نباتي جديد مستولد ومحسن أو توليد نبات بمذاق مشترك بين صنفين نباتيين أو لون مختلف وجديد وللبراءة شروط سنتعرف عليها عند الحديث عنها بشكل مفصل.

[٦] العلامات التجارية:

العلامات التجارية هي إشارة تميز سلع أو خدمات شركة عن سلع أو خدمات سائر الشركات، وسابقًا ظهرت بظهور التجارة والترويج للسلع فلأغراض الحماية وفرض النفوذ على الأسواق المحلية والجديدة خارج الإقليم لا بد من أن يكون للتاجر إشارة يميز بها منتجاته أو خدماته عما يماثلها.

أو هي الإبداعات التي تكون على شكل أسماء أو كلمات أو إمضاءات أو حروف ورموز أو أرقام وعناوين وأختام وكذلك التصميمات والرسومات والصور والنقوش المميزة أو طريقة تغليف عناصر تصويرية أو أشكال أو لون أو مجموعة ألوان أو مزيج من ذلك أو أية إشارة أو مجموعة إشارات إذا كانت تستخدم أو يراد استخدامها في تمييز سلع أو خدمات منشأة ما.

كمثال العلامات التجارية التي ارتبطت بالشركات منذ قيامها وتأسيسها، والعلامات المميزة التي تختص بها شركات إنتاج السيارات مثلا أو العلامات التجارية لمنتجات محددة سواء محلية أو عالمية، تسجيل وتوثيق العلامة التجارية يعطي ثقلًا للنشاط التجاري ويبني ثقة في التعامل مع المستهلكين وكذلك يعزز سمعة الشركة بتمييزها عن غيرها من الشركات

[٧] الاسم التجاري:

لتمييز محل تجاري عن غيره بما يشهر المحل بين علاء محددين ويفرق بينه وبين ما يوازيه في الأسواق، والغرض هو حد المنافسة غير المشروعة.

[٨] البيانات التجارية:

وهي التي توضح على المنتجات بغرض معرفة دواعي استخدامها وصفاتها التي تميزها عن غيرها ومكوناتها ومصدرها، وتحمي هذه البيانات المستهلك أولًا من الوقوع في الغش التجاري ويستلزم مطابقة البيانات للحقيقة لتتحقق الغاية من الرقابة على المنتجات والسلع وحماية المستهلكين.

[٩] المؤشر الجغرافي: وهو إشارة تبين منشأ السلعة الجغرافي وصفاته أو ما يميز المكان من شهرة أو صفات تميز البلد المنشئ، وذلك للحماية من التزوير والتقليد.

ثانيًا – الحقوق الأدبية والفنية:

[١] حقوق المؤلف:

هي أحد المجالات الإبداعية في الملكية الفكرية وهو ما يمنح للمؤلف أو المبدع الحق في استعمال واستغلال العمل أو منع الغير من استعمال أو الانتفاع دون موافقته،

وترد هذه الحقوق على المصنفات العلمية في شتى العلوم والأدبية في مجالات الفنون المتعددة من أدب ومسرح وموسيقا ولوحات ورسوم وكذلك الصور الفوتوغرافية والمنحوتات ومصنفات الهندسة المعمارية،

أما الحقوق المجاورة فهي المرتبطة بحق المؤلف كحقوق الإنتاج والإخراج وفناني الصوت ومؤديه.

ومن المهم أن نتعرف على من يطلق لقب المؤلف لنفهم نطاق هذا الحق ومن الفئة التي تستحقه.

المؤلف: هو الشخص الذي ابتكر المصنف؛ ويعد مؤلفًا كل من نشر اسمه على المصنف مالم يثبت خلاف ذلك، وفي حالة عدم ذكر اسم المؤلف أو الإشارة إليه باسم مستعار، ففي هذه الحالة يصبح الناشر ممثلًا ينوب عن المؤلف، ويدخل في مسمى المؤلف كل من يساهم في تأليف مصنف مرئي وصوتي؛ مثل مؤلفي النص والسيناريوهات وكتاب الحوار.

[٢] الحقوق المجاورة لحقوق المؤلف:

وهي الحقوق التي تمنح لفئات معينة من أشخاص وهيئات تساعد على إتاحة المصنف للجمهور فتتصل بالمصنفات الأدبية والفنية وتضعها موضع التنفيذ، ويذكر النظام تحديدًا مؤدي ومنتجي التسجيلات الصوتية وهيئات الإذاعة وذلك في مادته السابعة.

مدة الحماية لحقوق الملكية الفكرية:

حدد المنظم السعودي مدة لحماية الحق وهذا ما يميز حقوق الملكية الفكرية، والحقوق بشكل عام من ناحية قانونية يكون لها تقادم يحفظه النظام بعد ذلك تسقط المطالبة بها،

من هذا المنطلق ومن منطلق آخر لتحفيز الابتكار لا بد من مراعاة الجِدة كأساس لقيام هذه الحقوق وبحسب المجال فعلى سبيل المثال، لو كان المخترع قد ارتكز على قاعدة فيزيائية معينة وتقنية ما وجمع بينهما

فلا بد أن يكون للاختراع زمنًا محددًا لأن التطور التقني متسارع وبنفس التقنية أو المنهجية التي ابتكر بها اختراعه يمكن أن يطور لاختراع أكثر سهولة وأعظم نفعًا بمرور الزمن حيث أنه قادر على مواكبة العصر،

فلو افترضنا أن براءة الاختراع الممنوحة للمخترع (أ) أبديّة، ما يعني أن التقنية الأساس التي ارتكز عليها باقية في نطاق الحماية لا يجوز المساس بها، فكيف يمكن أن يتطور الاختراع؟ وكيف تضمن الجودة من حيث مواكبة التغيير الحاصل في التقنية أو تصنيع المواد أو طرق الاستفادة منها إذا كانت مدة الحماية أبدية؟

وعليه تقاس بقية الحقوق، لذا نرى أن أكثر الحقوق المتصلة بالملكية الفكرية امتدادًا في الزمن هي حقوق المصنفات التي تمتد لخمسين عامًا

أسباب وجود مدة معينة لحماية الملكية الفكرية

وهذا يعود لكون التسارع في تطور اللغة والأفكار المتصلة بالمنهجيات العلمية والفنية والأدبية لا تقارن بالمجال التقني، عدا أنه من جانب أن مدة الحماية تفرض كذلك لاعتبار العائد المنفق على الاختراع

ولتكون كافية لاستعادة صاحبها المصروفات التي أنفقها ليحقق الفائدة من الوقت والجهد المبذول، وبالمقارنة نجد أن تكلفة بعض المجالات مرتفعة نسبيًا مقارنة بغيرها.

وفيما يميز التشريع السعودي عن بقية التشريعات هو منحه للترخيص الإجباري، وهذا متعلق بمدة الحماية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالاستغلال،

فلا يكفي أن تصل إلى الاختراع لتوثقه وتضمن له الحماية دون استغلال لهذا الاختراع بما يعود للنفع على المجتمع، فلو قام مخترع ما بتسجيل براءة الاختراع لمدة معينة خمس سنوات على سبيل المثال ولم يقم باستغلال البراءة فإن المشرع السعودي يمنح الترخيص لشخص آخر يقوم باستغلاله

ويسمى بالترخيص الإجباري لأنه يُجبر عليه صاحب الحماية فيمنح للآخر دون موافقته، ولمنحه شروط منها عدم وجود عذر مشروع لعدم الاستغلال، وكذلك الأمر بالنسبة للعلامة التجارية يتم شطبها إذا لم تستعمل من قبل المالك لخمس سنوات متتالية دون إذن مشروع.

ومن جانب آخر نجد أن بعض الحقوق قابلة للتجديد إذا أراد صاحبها، وفيما يلي مقارنة سريعة لمدة الحماية حسب ما قرره المشرع السعودي لمجالات الملكية:

حماية براءة الاختراع: 20 سنة.

تصميم الدارات المتكاملة: عشر سنوات من تاريخ إيداع الطلب أو بدد استغلاله تجاريًا. ولا تزيد في كل الأحوال عن 15 سنة.

البراءة النباتية المتعلقة بالكروم والأشجار: 25 سنة – بقية الأصناف: 20  سنة من تاريخ إيداع الطلب.

شهادة النموذج الصناعي: عشر سنوات من تاريخ إيداع الطلب.

حماية العلامة التجارية: عشر سنوات قابلة للتجديد.

حقوق المؤلف: بحسب المصنفات ويحفظ حق المؤلف طوال حياته أو لمدة 50 عامًا بعد وفاته.

المصنف المشترك يحتسب 50 سنة من وفاة آخر المؤلفين.

حقوق الأدبية للأعمال الفنية أو التطبيقية (حرف – صور فوتوغرافية): 25 سنة من تاريخ النشر.

المصنفات السمعية والأفلام وغيرها 50 سنة من تاريخ أول عرض بغض النظر عن إعادة النشر.

البرامج الإذاعية والمواد 20  سنة من تاريخ أول بث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ارسل استشارة الآن






    This will close in 0 seconds

    Send a consultation now






      This will close in 0 seconds

      بدء محادثة واتساب
      1
      هل تحتاج إلى إستشارة قانونية؟
      مرحبا !
      كيف يمكننا مساعدتك؟
      إتصال