المحاماة في السعودية للأجانب

المحاماة في السعودية للأجانب تمثل موضوعًا بالغ الأهمية لكل من يسعى إلى ممارسة المهنة داخل المملكة العربية السعودية من غير السعوديين، سواء كانوا أفرادًا يرغبون بالعمل كمحامين أو شركات محاماة دولية تخطط لافتتاح فروع لها في السوق السعودي. فالمملكة تمتلك نظامًا قانونيًا متميزًا قائمًا على الشريعة الإسلامية ويختلف في كثير من جوانبه عن الأنظمة الغربية، ما يجعل تنظيم دخول الأجانب إلى هذا المجال أمرًا حساسًا يخضع لضوابط دقيقة واشتراطات محددة.

ولقد حدد نظام المحاماة السعودي أن الأصل في ممارسة المهنة هو أن يكون المحامي سعودي الجنسية، حاملًا للمؤهلات النظامية والشهادات الشرعية أو القانونية المعترف بها. ومع ذلك، ومع الانفتاح الاقتصادي الكبير الذي تشهده المملكة في ظل رؤية 2030، بدأت الحاجة إلى الاستفادة من الخبرات الأجنبية في قطاع المحاماة تتزايد، خصوصًا في مجالات القانون التجاري الدولي، وقوانين الاستثمار، والتحكيم، والمعاملات العابرة للحدود. ومن هنا جاء السماح بشكل منظم بوجود المحامين الأجانب، إما من خلال شراكة مع مكاتب محاماة سعودية، أو عبر العمل كمستشارين قانونيين دون الترافع أمام المحاكم السعودية.

المحاماة في السعودية للأجانب

تعد المحاماة في السعودية للأجانب من الموضوعات التي تخضع لضوابط دقيقة، حيث إن الأصل في ممارسة المهنة أن يكون المحامي سعودي الجنسية وفقًا لنظام المحاماة، مما يعني أن الأجانب لا يملكون الحق في القيد كمحامين ممارسين أمام المحاكم. ومع ذلك، سمح النظام بوجود المحامين الأجانب عبر صور محددة، مثل عملهم كمستشارين قانونيين في الشركات أو مكاتب المحاماة السعودية، أو من خلال شراكات بين مكاتب محاماة سعودية ودولية، بحيث يقتصر دورهم على تقديم الاستشارات القانونية دون الترافع المباشر أمام القضاء. ويهدف هذا التنظيم إلى تحقيق التوازن بين حماية المهنة كأحد القطاعات السيادية، وبين الاستفادة من الخبرات العالمية لتطوير البيئة القانونية وجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب.

رخصة المحاماة لغير السعوديين

لا يتيح النظام السعودي لغير السعوديين الحصول على رخصة محاماة فردية تخولهم الترافع أمام المحاكم، إذ يقتصر هذا الحق على المحامين السعوديين فقط. لكن في المقابل، فتح النظام الباب أمام مكاتب المحاماة الأجنبية للتواجد في المملكة من خلال الحصول على ترخيص لمزاولة المهنة عبر بوابة “ناجز”، وفق شروط محددة تضمن الجودة والسمعة المهنية العالية، والتي تتمثل في:

  • أن يكون ذا سمعة دولية متميزة في مجال مزاولة مهنة المحاماة وفق المؤشرات والتقارير التنافسية الدولية ذات الصلة.
  • أن يكون قد مضى على تأسيسه مدة لا تقل عن (عشر) سنوات .
  •  أن يكون لديه تمثيل أو شراكات فيما لا يقل عن (ثلاث) دول مختلفة، أو (خمسة) أقاليم داخل دولة واحدة إذا كانت الأنظمة أو التنظيمات داخل تلك الدولة تسمح بالاختلاف بين الأقاليم فيما يتصل بالأحكام المنظمة لمزاولة مهنة المحاماة.
  •  أن يسمي شريكين -على الأقل- يمثلانه في المملكة، على أن يلتزم المكتب بإقامتهما في المملكة مدة لا تقل عن (مائة وثمانين) يوماً في السنة.
  • سداد رسوم الترخيص وفق ما تقضي به الفقرة (2) من المادة (الثامنة والأربعين) من هذا النظام، وله استردادها في حال رفض طلبه الترخيص.
  •  ألا يكون قد صدر ضد المكتب حكم نهائي في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة، أو قرار نهائي في مخالفة مهنية جسيمة؛ في أي بلد يزاول المهنة فيه –ما لم يكن قد مضى على انتهاء تنفيذ الحكم أو القرار خمس سنوات على الأقل-

وبهذا التنظيم، تضمن المملكة أن يكون حضور مكاتب المحاماة الأجنبية إضافة نوعية للقطاع القانوني المحلي، وفي الوقت ذاته تحافظ على سيادة المهنة وارتباطها بالأنظمة السعودية.

اقرأ أيضا: إتقان المتميزة: أفضل شركات المحاماة في السعودية

شروط مزاولة مهنة المحاماة في السعودية

تُعد مهنة المحاماة من المهن السامية التي تقوم على الدفاع عن الحقوق وحماية المصالح وتقديم العون القانوني للأفراد والشركات، وهي تمثل جزءًا أساسيًا من منظومة العدالة في المملكة العربية السعودية. ونظرًا لمكانتها وأثرها المباشر في تحقيق العدالة وضمان سيادة القانون، فقد حرص المنظم السعودي على وضع إطار نظامي دقيق يحدد شروط وضوابط مزاولة هذه المهنة، وفي هذه الفقرة سنتعرف بشكل من التفصيل على هذه الشروط، والتي تتمثل في:

يشترط فيمن يزاول مهنة المحاماة ، أن يكون اسمه مقيدا في جدول المحامين الممارسين، ويشترط فيمن يقيد اسمه بهذا الجدول ما يأتي :

المحاماة في السعودية للأجانب
المحاماة في السعودية للأجانب
  • أن يكون سعودي الجنسية.
  • أن يكون حاصلاً على شهادة البكالوريوس في تخصص الشريعة الإسلامية، أو شهادة البكالوريوس في تخصص الأنظمة من إحدى جامعات المملكة، أو ما يعادل أيّاً منهما، أو على شهادة دبلوم من معهد الإدارة العامة في تخصص القانون لا تقل مدة دراسته المعتمدة عن سنتين بعد الحصول على الشهادة الجامعية.
  • أن تتوافر لديه خبرة في طبيعة العمل لمدة لا تقل عن سنتين. ويعفى من هذه المدة الحاصل على شهادة الدكتوراه في مجال التخصص. وتخفض هذه المدة لتكون على النحو الآتي:

ـ  سنة واحدة للحاصل على شهادة الماجستير في تخصص الشريعة الإسلامية، أو في تخصص الأنظمة، أو ما يعادل أيّاً منهما، وللحاصل على شهادة دبلوم من معهد الإدارة العامة في تخصص القانون إذا كانت مدة دراسته المعتمدة سنتين.

– ستة أشهر للحاصل على دبلوم معهد الإدارة العامة في تخصص القانون إذا كانت مدة الدراسة المعتمدة ثلاث سنوات.

– تعد كل سنة من سنوات التدريب في البرامج المعتمدة نظاماً -التي يحددها وزير العدل بالتنسيق مع الهيئة السعودية للمحامين وهيئة تقويم التعليم والتدريب- معادلة لسنة من سنوات الخبرة المطلوبة إذا أتم المتدرب متطلبات البرنامج.

  • أن يكون حسن السيرة والسلوك، وغير محجور عليه.
  •  ألا يكون قد حكم عليه بحد أو بعقوبة في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة ، ما لم يكن قد مضى على انتهاء تنفيذ الحكم خمس سنوات على الأقل.
  •  أن يكون مقيما في المملكة.

اطلع على: تعديلات نظام المحاماة: أهمية هذه التعديلات للمجتمع القانوني

شروط المحاماة في السعودية للنساء

شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في مجال تمكين المرأة وإشراكها في مختلف المهن والقطاعات، ومن أبرز هذه المهن مهنة المحاماة التي تُعد ركيزة أساسية في تحقيق العدالة وصون الحقوق. ومع الإصلاحات التشريعية والتنظيمية التي تبنتها الدولة، أصبح للمرأة السعودية حضور فاعل في المجال القانوني، حيث بات بإمكانها الحصول على رخصة مزاولة مهنة المحاماة شأنها شأن الرجل، مما يعكس توجه المملكة نحو تعزيز المساواة في الفرص ورفع كفاءة سوق العمل القانوني، ولا تختلف شروط مزاولة مهنة المحاماة للنساء في السعودية عن الشروط المقررة للرجال، إذ تخضع جميع المتقدمين والمتقدمات للأحكام نفسها التي نص عليها نظام المحاماة والتي تم ذكرها أعلى هذا المقال.

رسوم رخصة المحاماة في السعودية

برزت أهمية موضوع المحاماة في السعودية للأجانب، حيث أصبح مجال جذب للكفاءات الدولية ومكاتب المحاماة العالمية التي تسعى لافتتاح فروع لها داخل المملكة. ومن هنا جاء الاهتمام وسؤال كم رسوم رخصة المحاماة، باعتبارها جزءًا أساسيًا من الإطار النظامي الذي يحكم دخول الأفراد والمكاتب إلى سوق المحاماة السعودي.

وقد حددت وزارة العدل وهيئة المحامين في المملكة رسومًا محددة للحصول على رخصة مزاولة المحاماة، سواء بالنسبة للأفراد من المحامين السعوديين أو لمكاتب المحاماة وتتمثل رسوم الحصول على ترخيص مزاولة مهنة المحاماة في السعودية في 2000 ريال سعودي.

تخصصات المحاماة في السعودية

مع توسع الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، تنوعت احتياجات الأفراد والشركات في المجال القانوني، مما أدى إلى بروز تخصصات متعددة داخل المحاماة. هذا التنوع لا يساهم فقط في رفع كفاءة العمل القانوني، بل يعكس أيضًا مرونة النظام السعودي في مواكبة التطورات الحديثة وتلبية احتياجات سوق العمل.

تعرف على: ترخيص مكتب محاماة اجنبي: أبرز شروط ترخيص المكاتب الأجنبية

وتشمل تخصصات المحاماة في السعودية مجموعة واسعة من المجالات التي تغطي مختلف الجوانب القانونية، ومن أبرزها:

  •  القانون الجنائي: ويعنى الترافع والدفاع في القضايا الجزائية والجنائية.
  • القانون التجاري: يختص بالنزاعات التجارية، والعقود، وقوانين الشركات، وحماية الملكية الفكرية.
  • القانون المدني: يتناول القضايا المتعلقة بالعقود المدنية، التعويضات، والمسؤولية المدنية.
  • الأحوال الشخصية:مثل قضايا الزواج والطلاق والحضانة والنفقة والإرث.
  •  القانون العمالي: يركز على قضايا العمل والعمال وعقود التوظيف وحقوق الموظفين وأصحاب العمل.
  •  القانون الإداري: يشمل الطعون ضد القرارات الإدارية ومنازعات العقود الحكومية.
  • التحكيم وحل النزاعات: مجال متنامٍ يواكب حركة الاستثمار الدولي والتجارة العابرة للحدود.

هذا التنوع في التخصصات يعكس حرص المملكة على تطوير بيئة قانونية متكاملة قادرة على التعامل مع مختلف القضايا والمستجدات، مما يعزز الثقة في المنظومة العدلية ويدعم استقرار المجتمع والاقتصاد.

الخاتمة

في النهاية يمكن القول إن المحاماة في السعودية للأجانب تخضع لضوابط دقيقة تجمع بين الحفاظ على خصوصية النظام القانوني السعودي وبين الاستفادة من الخبرات الدولية لدعم البيئة العدلية. وقد حرصت المملكة على فتح المجال أمام مكاتب المحاماة الأجنبية ضمن شروط محددة تضمن الكفاءة والالتزام بالمعايير المهنية، دون الإخلال بسيادة النظام المحلي. ومع استمرار الإصلاحات القانونية في ظل رؤية 2030، من المتوقع أن يزداد حضور الأجانب في القطاع القانوني بشكل منظم، مما يجعل المحاماة في السعودية للأجانب أحد المجالات الحيوية التي تدعم الاستثمار وتواكب التطورات العالمية.

يمكن لفريق إتقان المتميزة للمحاماة تقديم الدعم اللازم.

ويمكن التواصل مع فريقها من خلال أرقام الجوال 9660561137766+ ، 9660541110440+ ، 966504315333+

أو من خلال زيارة فروعنا:

  • جدة: حي العزيزية – ش محمد بن عبدالعزيز (التحلية).
  • الرياض: الملك عبدالعزيز – أمام Kingdom.
  • الدمام: شارع الأشرعة , البديع , الدمام 32415.

الأسئلة الشائعة

هل يستطيع المحامي الأجنبي العمل في السعودية؟

نعم، يمكن للمحامي الأجنبي العمل في السعودية من خلال تأسيس أو العمل في مكتب محاماة أجنبي مرخص له من وزارة العدل السعودية، والذي يخضع لشروط محددة مثل تمتع المكتب بسمعة دولية، ومرور 10 سنوات على تأسيسه، وأن يمثل في السعودية بشريكين على الأقل، مع مراعاة أن المحامي السعودي فقط هو من يحق له الترافع أمام المحاكم

هل يمكن للمقيم أن يكون محامي؟

لا، لا يمكن للمقيم غير السعودي أن يكون محاميًا مرخصًا في السعودية، إذ يشترط نظام المحاماة أن يكون المحامي سعودي الجنسية. لكن يمكن للمقيم العمل في المجال القانوني كمستشار قانوني داخل الشركات أو ضمن مكاتب محاماة، دون الحصول على رخصة محاماة أو حق الترافع أمام المحاكم.

هل يحق للمحامي الأجنبي الترافع أمام القضاء السعودي؟

لا، لا يحق للمحامي الأجنبي الترافع أمام القضاء السعودي، ويقتصر دوره على تقديم الاستشارات القانونية أو العمل عبر مكاتب محاماة أجنبية مرخصة بالشراكة مع مكاتب سعودية.

ما هي شروط ممارسة مهنة المحاماة في السعودية؟

ذكر نظام المحاماة السعودي الشروط الواجب توافرها لممارسة مهنة المحاماة في السعودية ومنها أن يكون المحامي سعودي الجنسية، وأن يكون حسن السيرة والسلوك، وغير محجور عليه.
و ألا يكون قد حكم عليه بحد أو بعقوبة في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة،  ما لم يكن قد مضى على انتهاء تنفيذ الحكم خمس سنوات على الأقل، وأن يكون مقيما في المملكة.