
متى يسقط حكم تعاطي المخدرات في السعودية سؤال يتردد كثيرًا بين الأفراد وأسرهم، خاصة ممن صدرت بحقهم أحكام جزائية ويرغبون في معرفة مصير هذه الأحكام بعد مرور فترة من الزمن أو بعد تنفيذ العقوبة. فالنظام السعودي وضع قواعد دقيقة تحدد متى يسقط الحكم، سواء من خلال انقضاء المدة المقررة قانونًا، أو بتنفيذ العقوبة، أو من خلال صدور عفو ملكي يشمل بعض القضايا وفق ضوابط معينة.
وتبرز أهمية هذا الموضوع في كونه لا يتعلق فقط بإنهاء العقوبة فحسب، بل يتصل بشكل مباشر بآثار الحكم على السجل العدلي للشخص وإمكانية إعادة اندماجه في المجتمع بشكل طبيعي، مثل الحصول على وظيفة، أو السفر، أو ممارسة حقوقه المدنية. كما أن فهم هذه المسألة يساعد على إزالة اللبس والقلق الذي يعيشه الكثيرون بعد صدور الأحكام، ويوفر رؤية أوضح حول مستقبلهم القانوني والاجتماعي. ومن هنا تأتي ضرورة تناول موضوع متى يسقط حكم تعاطي المخدرات بالتفصيل لمعرفة كل ما يرتبط به من شروط وضوابط نص عليها النظام السعودي.
المحتويات
متى يسقط حكم تعاطي المخدرات؟
متى يسقط حكم تعاطي المخدرات في السعودية يعد من الموضوعات المهمة التي تشغل بال الكثير من الأشخاص وأسرهم، خصوصًا بعد صدور أحكام جزائية تتعلق بقضايا التعاطي. فالنظام السعودي حرص على وضع ضوابط دقيقة تحدد كيفية سقوط الأحكام وآثارها، بما يضمن التوازن بين الردع والإصلاح، وبين حماية المجتمع وإتاحة الفرصة للمتعاطي في بدء حياة جديدة.
وتأتي أهمية هذا الموضوع في أنه لا يقتصر فقط على الجانب القانوني، وإنما يمتد إلى الجوانب الاجتماعية والعملية، مثل إمكانية العودة للعمل، أو السفر، أو محو السوابق بعد انتهاء المدة المحددة نظامًا، ويسقط الحكم في عدة حالات نص عليها النظام، أبرزها تنفيذ العقوبة المحكوم بها كاملة، حيث تنقضي تبعًا لذلك آثار الحكم بعد مرور المدة النظامية المقررة. كما قد يسقط الحكم بصدور عفو ملكي يشمل بعض قضايا التعاطي وفق ضوابط محددة، أو بمضي المدة المقررة للتقادم على تنفيذ العقوبة في حال لم تُنفذ.
وتختلف المدد والضوابط بحسب طبيعة الحكم الصادر، وما إذا كان أول مرة أو عودة للتعاطي، وذلك استنادًا إلى نصوص نظام مكافحة المخدرات ونظام الإجراءات الجزائية.

اطلع على: الخروج بكفالة من مكافحة المخدرات
قانون المخدرات الجديد
القانون الجديد للمخدرات في السعودية، والمتمثل في نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية وتعديلاته، جاء ليضع إطارًا صارمًا لمواجهة الجرائم المرتبطة بالمخدرات سواء من حيث التعاطي أو الترويج أو التهريب أو الحيازة بقصد التعاطي.
ويهدف النظام إلى حماية المجتمع السعودي من أخطار هذه الآفة عبر تشديد العقوبات على المروجين والمهربين، مع منح المتعاطي فرصة للعلاج والإصلاح خاصة إذا كان التعاطي للمرة الأولى.
كما يراعي النظام البعد الوقائي من خلال النص على إيداع المتعاطي في مصحات علاجية بقرار قضائي، وإتاحة الفرصة للعفو أو التخفيف في بعض الحالات مراعاةً للظروف الإنسانية. ويعكس هذا النظام توجه المملكة العربية السعودية نحو تحقيق التوازن بين الردع الجنائي وحماية المجتمع، وبين إعادة تأهيل الأفراد ومنحهم فرصة للاندماج من جديد في الحياة الطبيعية.
اقرأ أيضا: عقوبة تعاطي المخدرات في السعودية للأجانب
أسباب البراءة في قضايا المخدرات في السعودية
في القضايا الجزائية المرتبطة بالمخدرات قد يعتقد البعض أن مجرد ضبط المواد المخدرة يكفي للحكم بالإدانة، إلا أن النظام القضائي في السعودية يقوم على مبدأ العدالة واليقين، فلا يُدان شخص إلا بثبوت التهمة ضده ثبوتًا قاطعًا بالأدلة النظامية.
ولهذا نجد أن القضاء السعودي ينظر بعناية فائقة في جميع ملابسات القضية، ويتحقق من سلامة الإجراءات والأدلة وظروف الواقعة، وهو ما قد يؤدي أحيانًا إلى صدور حكم بالبراءة إذا توافرت أسباب قانونية أو واقعية قوية تضعف موقف الاتهام.
ومن هنا تأتي أهمية معرفة أسباب البراءة في قضايا المخدرات في السعودية لفهم متى يمكن للقضاء أن يقضي ببراءة المتهم رغم خطورة الجريمة وأثرها على المجتمع، ويمكننا ذكر الأسباب التي تؤدي إلى البراءة في مثل هذه القضايا، والمتمثلة في:
- ضعف الأدلة أو بطلانها: مثل عدم كفاية العينة أو عدم ثبوت الفحص الطبي بشكل يقيني.
- بطلان إجراءات الضبط أو التفتيش : إذا تم بدون إذن نظامي أو تجاوز حدود الإذن الصادر من النيابة العامة.
- انتفاء القصد الجنائي : كأن يثبت أن المتهم لم يكن يعلم بوجود المادة أو أنها ليست معدة للتعاطي.
- الاشتباه وعدم اليقين: إذا وجدت شكوك جوهرية في ثبوت التهمة، يستفيد منها المتهم تطبيقًا لقاعدة “الشك يفسر لصالح المتهم”.
- عدم توافر الركن المادي للجريمة: مثل عدم ضبط مواد محظورة أصلًا أو ثبوت أنها لا تدخل ضمن المواد المخدرة المصنفة نظامًا.
- الاعتماد على أقوال غير موثوقة أو متناقضة: إذا كانت شهادة الشهود أو أقوال رجال الضبط الجنائي غير كافية أو متعارضة.

حكم أول سابقة مخدرات
يختلف الحكم في أول سابقة مخدرات في المملكة العربية السعودية بحسب نوع الجريمة المرتبطة بها، سواء كانت حيازة أو تعاطيًا أو ترويجًا أو تهريبًا. وقد حدد نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية العقوبات المقررة للمرتكبين لأول مرة على النحو التالي:
- الحيازة بقصد التعاطي لأول مرة: يعاقب من تثبت بحقه حيازة مادة مخدرة بقصد تعاطيها بالسجن مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد على سنتين، مع إمكانية تشديد العقوبة في بعض الحالات وفقًا لظروف الواقعة.
- الترويج للمخدرات لأول مرة: وضع النظام عقوبات خاصة للترويج تختلف بحسب سوابق المتهم، وذلك على النحو الآتي:
- إذا كان الترويج لأول مرة ولم يسبق للمتهم أن أُدين بارتكاب أفعال جسيمة مثل: تهريب المواد المخدرة أو تلقيها من مهرب أو جلبها أو استيرادها أو إنتاجها أو زراعتها بقصد الترويج، فعقوبته تكون السجن مدة تصل إلى خمس عشرة سنة.
- أما إذا كان الترويج لأول مرة لكن المتهم سبق أن أُدين بأحد الأفعال الجسيمة المذكورة، فإن العقوبة تصل إلى القتل تعزيرًا نظرًا لخطورة الجريمة وتكرارها.
تعرف على: عقوبة ترويج المخدرات في المملكة
الخاتمة
وفي الختام، يمكن القول إن قضايا المخدرات في السعودية تحظى باهتمام بالغ من المشرع لما لها من أثر خطير على الفرد والمجتمع، لذلك فإن موضوع متى يسقط حكم تعاطي المخدرات يعد من أهم المسائل القانونية التي تشغل الكثير من الأفراد وأسرهم، لما له من تأثير مباشر على مستقبل المحكوم عليه وفرص اندماجه في المجتمع من جديد. كما أن معرفة التفاصيل المرتبطة بموضوع متى يسقط حكم تعاطي المخدرات تساعد على فهم الضوابط النظامية، وإدراك متى تنقضي العقوبة أو تسقط بالتقادم أو بالعفو، وهو ما يضمن وعيًا أكبر بالحقوق والواجبات ويعزز من فرص الإصلاح والوقاية.
يمكن لفريق إتقان المتميزة للمحاماة تقديم الدعم اللازم.
ويمكن التواصل مع فريقها من خلال أرقام الجوال 966056113776+ ، 9660541110440+ ، 966504315333+
أو من خلال زيارة فروعنا:
- جدة: حي العزيزية – ش محمد بن عبدالعزيز (التحلية)
- الرياض: الملك عبدالعزيز – أمام Kingdom
- الدمام: شارع الأشرعة , البديع , الدمام 32415.
الأسئلة الشائعة
١. متى تسقط سابقة المخدرات؟
تسقط سابقة المخدرات في بعض الحالات ومنها، إذا بادر المتعاطي هو أو أحد أقاربه بطلب العلاج مع تسليم ما بحوزته، أو إذا بادر الجاني بالإبلاغ عن الجريمة قبل علم السلطات بها، كما لا تطبق العقوبة إذا لم تكتمل أركان الجريمة.
٢. هل قضايا المخدرات يشملها العفو؟
نعم، بعض قضايا المخدرات يشملها العفو الملكي في السعودية وفق ضوابط محددة، مثل قضايا التعاطي أو الحيازة البسيطة لأول مرة، بينما لا يشمل العفو عادة قضايا التهريب أو الترويج أو العود لما فيها من خطورة أكبر.
٣. ما هي دفوع البراءة في قضايا تعاطي المخدرات؟
يمكننا عزيزي القارئ في قضايا المخدرات تقديم بعض الدفوع التي تعد من دفوع البراءة:
الدفع ببطلان القبض أو التفتيش لصدوره بدون إذن نظامي أو تجاوزه.
الدفع بانتفاء القصد الجنائي لعدم علم المتهم بوجود المادة أو أنها ليست معدة للتعاطي.
الدفع ببطلان إجراءات التحليل أو ضعف الدليل الفني لعدم كفاية العينة أو وجود أخطاء إجرائية.
الدفع بانعدام الركن المادي للجريمة إذا لم يثبت ضبط مادة مخدرة مصنفة نظامًا.
الدفع بالشك في صحة الاتهام، حيث يفسر الشك لمصلحة المتهم.
٤. هل يمكن أن يخفف الاعتراف الحكم في قضايا المخدرات؟
نعم، الاعتراف قد يخفف الحكم في قضايا المخدرات إذا كان المتهم صادقًا وتعاون مع السلطات، خاصة في حالات التعاطي أو الحيازة لأول مرة، حيث ينظر القضاء إلى الاعتراف كعامل يُظهر الندم والرغبة في الإصلاح، وقد يؤدي ذلك إلى الاكتفاء بعقوبة مخففة أو إيداعه في مصحة علاجية بدلًا من تشديد العقوبة.
