تسجيل وحماية الملكية الفكرية

هل تسائلت يومًا عن ماهية تسجيل وحماية الملكية الفكرية ؟، دعنا نسأل السؤال بطريقة أخرى، هل فكرت يومًا كيف ستكون الحياة بدون اختراعات؟ وكيف ستتطور البشرية بلا آلات ولا كهرباء ولا تقنيات؟ من الذي يقف وراء الاختراعات وهل هناك إمكانية لتطورها واستمرارها بكثافة دون وجود مساحة وحيز ينصف هذا الإبداع ويضمن استمراريته؟

بداية التطور نشأت بوجود عقول مبدعة قادرة على الابتكار، وتاريخ البشرية يؤرخ لهذه العقول وينسب لها حقها وابتكاراتها على مر العصور وقد تكون بعض البدايات سابقة على تسجيل براءة اختراع عالم ما أو مفكر ولكن حق الحماية ينسب للبادئ بحماية هذا الحق،

 وهنا تكمن أهمية تسجيل وحماية الملكية الفكرية ، فهل كانت الاختراعات ستدوم بدون نظام يحمي لها حقها، وماذا لو كانت محل نزاع بين الدول قبل الأفراد؟!

إن وجود نظام يحمي حقوق الملكية ويحفظ الحق هو بمثابة ضمان لاستمرارية العقول المبدعة بالإنتاج فوجود الحافز والدعم يحث هذه العقول للبحث والابتكار ويدعم منظومة الإنتاج.

فالملكية الفكرية محرك للإبداع البشري، وعامل مهم في التطور الاقتصادي والاجتماعي لأنها “شحذت نار العبقرية بشرارة المصلحة” – إبراهام لينكولن.

إقرأ أيضًا/ مجالات الملكية الفكرية

ما هي الملكية الفكرية؟

الملكية الفكرية تشمل كل ما يبدعه العقل البشري من إبداعات (غير ملموسة) تترتب عليها حقوق

مثل العلامات التجارية وحقوق براءات الاختراع وحقوق النشر ويمكن تعريفها بحقوق (الأفكار) التي يسهل التعدي عليها وسرقتها.

وكما عرفها النظام في السعودية أنها: “مجموعة الحقوق التي تحمي الفكر والإبداع الإنساني وتشمل حق المؤلف والحقوق المجاورة وبراءات الاختراع والعلامات التجارية والنماذج الصناعية والأصناف النباتية والتصميمات التخطيطية للدارات المتكاملة”

لماذا الاهتمام بحفظ حق الملكية الفكرية؟

لأن غياب حقوق الملكية الفكرية يؤدي إلى عزوف المخترعين والفنانين عن الإنتاج والإبداع ومن دعم المواهب حماية حقوق الملكية الفكرية وضمان نسبتها إلى أصحابها.

كما أن الفهم الصحيح للملكية الفكرية يساعد على زيادة القدرة التنافسية للمؤسسة التجارية وأيضًا على المحاولة لإدارة المخاطر التي تتصل بالملكية الفكرية لذلك قد تم سن أنظمة الملكية الفكرية.

كما يساعد نظام الملكية الفكرية على زيادة الوعي بالمنتجات أو الخدمات إلخ والقيمة السوقية لها وأيضا تضمن الملكية الفكرية تجنب استخدام الآخرين للمحتوى المملوك لأنه بمثابة ملكية خاصة، وذلك من خلال تسجيلوحماية الملكية الفكرية.

وتوسعت المملكة منذ تأسيس هيئة الملكية الفكرية عام 2018 وهي الهيئة السعودية للملكية الفكرية في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية إلى مجالات أخرى كالأصناف النباتية والدارات الكهربائية وغيرها.

ماهي حقوق الملكية الفكرية ؟

حقوق الملكية الفكرية هي مجموعة من القوانين والمبادئ التي تهدف إلى حماية حقوق المؤلفين والمبتكرين والمخترعين في إبداعاتهم المتعلقة بالأعمال الأدبية والفنية والعلمية والتجارية.

تتضمن حقوق الملكية الفكرية أشياء مثل حقوق التأليف والنشر وحقوق العلامات التجارية وحقوق المخترعين، تهدف حقوق الملكية الفكرية إلى توفير حماية للأفراد والشركات التي تنتج إبداعات جديدة، وتشجيع المزيد من الإبداع والابتكار.

وتمكن المؤلفين والمخترعين من استخدام واستغلال إبداعاتهم التجارية بشكل حصري، مما يحقق لهم عوائد مالية وفرص للنمو والتطور. تنقسم حقوق الملكية الفكرية إلى نوعين رئيسيين: حقوق المؤلف وحقوق الملكية الصناعية.

حقوق المؤلف تتعلق بالحماية القانونية لحقوق الأدب والفن، وتتضمن الحق في النسخ والنشر والترجمة والتأليف والنشر والعرض والتوزيع.

وتشمل حقوق الملكية الصناعية العلامات التجارية وحقوق المخترعين، مثل براءات الاختراع والتصميمات الصناعية والنماذج المسجلة.

تختلف قوانين حقوق الملكية الفكرية من بلد لآخر، وتتضمن العديد من التفاصيل القانونية الدقيقة التي يتعين على المؤلفين والمخترعين مراعاتها.

 وتتمثل أهمية حقوق الملكية الفكرية في ضمان حماية الابتكار والإبداع والحفاظ على الحقوق التجارية والاقتصادية للمبتكرين والمؤلفين.

86 عامًا منذ بدايات إهتمام المملكة بحقوق الملكية الفكرية

بالنظر إلى التاريخ الذي بدأ فيه الاهتمام بتسجيل العلامات التجارية أو بوادر ظهور مفهوم الملكية الفكرية في المملكة نجده يمتد لزمن بعيد وقد وثقت بعض العلامات التجارية في المملكة في الأعوام ما بين 1365 هـ إلى 1371 هـ

وفي عام 1358 هـ الموافق 1939 ميلادية طبقت المملكة أو لنظام لحماية العلامات المميزة تحت مسمى “نظام العلامات الفارقة” الذي أصبح اسمه لاحقًا “نظام العلامات التجارية”

وذلك بهدف تسجيل العلامات التجارية للشركات والمؤسسات بغرض الحماية وتوثيق حقوق الملكية الفكرية، وفي عام 1982 الموافق 1402 انضمت المملكة إلى المنظمة العالمية للملكية الفكرية ووقعت منذ ذلك الحين عدداً من المعاهدات الدولية التي تديرها الويبو.

أقدم العلامات التجارية في المملكة؛

جرى تسجيلها منذ سريان نظام العلامات الفارقة

١. كبريت الشعلة – تاريخ الإيداع 17/8/1365 هجرية

٢. كبريت الساعة – تاريخ الإيداع 26/11/1365 هجرية

٣. رومر وإتش كو إس إيه 25/3/1366 هجرية

٤. دي إم سي – تاريخ الإيداع 24/4/1368 هجرية

٥. إتش جيه هاينز – تاريخ الإيداع 1/6/1369 هجرية

٦. سينوكوت – تاريخ الإيداع 18/7/1369 هجرية

٧. كوندر – تاريخ الإيداع 24/10/1369هجرية

٨. انجستورا – تاريخ الإيداع 19/7/1369 هجرية

٩. شاي أبو جبل – تاريخ الإيداع 28/12/1371 هجرية

وما يلفت النظر أن هذا المفهوم سابق على اتفاقية ستوكهولم في ١٤ يوليو ١٩٦٧ وهي التي بموجبها تم تأسيس المنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO إحدى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة.

بدايات ظهور قانون حقوق الملكية الأدبية

صدر قانون حق المؤلف في المملكة العربية السعودية بتاريخ 30 أغسطس 2003، وصدرت اللائحة التنفيذية في الجريدة الرسمية أم القرى بتاريخ 4 يونيو 2004 حيث دخل حيز النفاذ في أغسطس 2004

وكما ذكرنا سلفا أنه قد تم إنشاء الهيئة السعودية للملكية الفكرية وانضمت المملكة كعضو في اتفاقية (باريس) لــحماية الملكية الصناعية، وإتفاقية (بيرن) لحماية المصنفات الأدبية.

كما انضمت لـلاتفاقية العربية لحماية حقوق المؤلفين (وتعد اتفاقية إقليمية) في عام 1406 هـ.

وعلى المستوى الإقليمي شهدت المملكة قفزة في الجانب التنظيمي خلال العقدين الماضيين فيما يخص الأنظمة المتعلقة بحماية الملكية الفكرية لوجود الحاجة لأنظمة تواكب المتغيرات التجارية والصناعية من جهة، وللوفاء بالتزامات المملكة كعضو في منظمة التجارة العالمية كان من متطلبات الموافقة على انضمام المملكة للمنظمة القيام بتعديل في التشريعات بما يتوافق مع الواقع الاقتصادي والتجاري؛ إذ كان جزء من المفاوضات حول مدى تطابق أنظمة المملكة مع اتفاقيات المنظمة جرى على إثرها تحديث لبعض الأنظمة كنام العلامات التجارية وحقوق المؤلف وبراءة الاختراع، كما استحدثت أنظمة أخرى تعالج موضوعات لم يتم التطرق إليها من قبل كالمعلومات التجارية السرية؛ ومن الاتفاقيات التي انضمت إليها المملكة وتعد أحد أعمدة منظمة التجارة العالمية هي اتفاقية حماية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية والمعروفة باتفاقية تريبس (TRIPS)

أنظمة الحماية للملكية الفكرية بالمملكة

تتعدد أنظمة حماية الملكية الفكرية وكذلك قانون الملكية الفكرية بالمملكة ما بين

1- نظام براءات الاختراع

ويشمل النظام كذلك (التصميمات التخطيطية للدارات المتكاملة والأصناف النباتية والنماذج الصناعية ولائحته التنفيذية، يتناولها في خمسة فصول والسادس أحكام ختامية، وفي الفصل الأول أحكامًا عامة والثاني خاص بأحكام براءات الاختراع (٦) مواد، والثالث الأحكام الخاصة بالتصميمات التخطيطية للدارات المتكاملة (٥) مواد، والرابع أحكام خاصة بحماية الأصناف النباتية (٥) مواد، والخامس أحكام خاصة بالنماذج الصناعية.

2- نظام  براءات الاختراع لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ويتكون النظام من 34 مادة تتناول فيها براءات الاختراع وما لا يعد اختراعًا وإجراءات طلب تسجيل البراءة ونطاق الحماية، كما يتناول النظام أحكامًا تخص تسجيل البراءة لغير المقيمين في دول مجلس التعاون والحقوق المترتبة على منح البراءة وإجراءات التظلم على قرار المنح أو السحب والطعن فيها وجهات اختصاص النظر في المنازعات المتعلقة بالبراءة في دول الخليج.

3- نظام العلامات التجارية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ولائحته التنفيذية-3

يعرّف النظام بالعلامات التجارية وإجراءات تسجيلها ومدة حمايتها وطرق شطبها أو نقل ملكيتها ورهنها والحجز عليها، كما يتناول عقود الترخيص لاستخدام هذه العلامات والعلامات الجماعية وعلامات المراقبة وعلامات الهيئات ذات النفع العام والمؤسسات المهنية.

4- نظام حماية حقوق المؤلف ولائحته التنفيذية-5

يحمي هذا النظام المصنفات المبتكرة في الآداب والفنون والعلوم أيا كان نوعها وبرمجيات الحاسب الآلي، أو الغرض من تأليفها كما يحمي مصنفات الترجمة والتلخيص والمصنفات والتعبيرات الفلكلورية للتراث الشعبي التقليدي، ويتناول هذا النظام حق الحماية للمصنفات وتعريفها وتعريف المؤلف والحقوق المتصلة (المجاورة) لحقوق المؤلف

وحقوقه المالية والأدبية.

5- نظام العلامات التجارية

وهو النظام منذ البدء بتاريخ العلامة التجارية بالمملكة كان يطلق عليه كما ذكرنا (نظام العلامات الفارقة) ويتناول هذا النظام في بابه الأول أحكامًا عامة،

والثاني عن إجراءات تسجيل العلامة التجارية وشهرها ومن له الحق في تسجيلها وإجراءات كما يتناول في الباب الثالث أثر تسجيل العلامات التجارية وما ينتج عنها وفي الباب الرابع يتحدث عن تجديد العلامات وشطبها والأحكام المتعلقة بذلك،

 ثم في الباب الخامس عن نقل ملكية العلامة التجارية ورهنها والحجز عليها،

وفي الباب السادس تراخيص استخدام العلامة التجارية، وفي الباب الذي يليه العلامات التجارية الجماعية والأحكام المتعلقة بها،

ثم في الباب الثامن الرسوم الإدارية المستحقة لتسجيل العلامات التجارية، ويتناول الباب التاسع عقوبات مخالفة أحكام هذا النظام والباب الأخير أحكام ختامية.

مجالات الملكية الفكرية

تشير الملكية الفكرية إلى الحقوق القانونية التي تحمي الأفكار والإبداعات الفردية وتشجع على الابتكار والإبداع في مجالات مختلفة. تشمل مجالات الملكية الفكرية البراءات وحقوق النشر والعلامات التجارية وحقوق المؤلف والمصمم والأسرار التجارية.

 تحظى براءات الاختراع بأهمية كبيرة في الملكية الفكرية، حيث تمنح حقوقًا للمخترعين لاستغلال اختراعاتهم وتجاريتها. تشمل هذه الاختراعات اكتشافات جديدة واختراعات تكنولوجية وعلمية وابتكارات متنوعة.

علاوة على ذلك، تشمل حقوق النشر الحماية القانونية لأي إبداعات أدبية أو فنية أو علمية، بما في ذلك الكتب والمقالات والأفلام والموسيقى واللوحات والرسوم التوضيحية والصور الفوتوغرافية.

من ناحية أخرى، تغطي علامات التجارية العلامات التجارية والشعارات وأي رموز تجارية أخرى تحدد منتجًا أو خدمة أو شركة.

وتتيح للمالكين الحصول على حقوق حصرية لاستخدام تلك الرموز وحماية العلامة التجارية من الاستخدام غير المشروع. تضم الملكية الفكرية أيضًا حقوق المؤلف والمصمم،

والتي تشمل الحقوق الممنوحة للمؤلفين والمصممين لحماية أعمالهم الفنية والإبداعية. وتغطي حقوق المؤلف الأعمال الأدبية والفنية والموسيقية والأفلام والأعمال الفنية الأخرى.

المصادر – موقع هيئة الملكية الفكرية    https://www.saip.gov.sa

منظمة الملكية الفكرية العالمية  http://www.wipo.int

الملكية الفكرية في الأنظمة السعودية والخليجية والاتفاقيات الدولية – د. عبد الهادي الغامدي.

الأنظمة – موقع هيئة الخبراء

التطورات في تشريعات حماية الملكية الفكرية في الدول العربية – الأمم المتحدة 2005